وأنت الآن… / بقلم: ذ. نور الدين برحمة / المغرب


وأنت الآن…
كما أنت لحظة انتظار
في قاعة فارغة من ظلك
تنظر من نافذة قلبك
إلي
حياة رحلت إلى الحياة
لتكون آخر من استوقفه ذلك الذي ابتسم حين كتب قصائد من نار… هل كنت انت حطب الحروف… والآن أنت دخان سيجارة… أو ربما سيجارة في فم رجل فقد الثقة في كل الحواس ونام على أريكة كانت قبل ولادتك اريكة امرأة هجرت كذب الغيمة التي لم تمطر غير لفحة من ريح باردة مسحت وجهها وغابت كشمس الغروب…
وها أنت
كما أنت
كومة من أحلام
وكل أحلامك مجرد كلمات
ساقطة في سلة من نسيان
في قاعة كبيرة… فارغة من منك ومن ظلك…
هل أنت العدم؟
كنت قبل الآن دودة الكتب… بين الصفحات تبحث عن السؤال الذي اختفى بين السطور… يوم استوطنت البسيط والعادي أحببت تلك التي سرقت منك السؤال… فارتميت حيث يسكن يقينها ونسيت انها مجرد كذبة تماما كتلك الغيمة العاقر التي لم تمطر غير همسة من ريح داعبت شعرها ثم مرت إلى حيث جفاف المعنى من روح الفكرة…
أيها الغائب البعيد
كم أحرقت من سيجارة
وكم من سيجارة أحرقتك
لتكون أنت
عيون دخان ولتكن
الطريق إليك ضباب
أنت الآن مجرد حروف ولا سؤال…
صدرك للريح… وجسدك فزاعة في حقل غربتك…
لا عاشقة تنتظر
إطلالتك
ولا رفيق يمدك يده ويهتف
صامدون… هنا… صامدون
ولا فيلسوف يطرح السؤال الذي شردنا بين دروب الكادحين…
وانا انتظر الجواب… نسيت السؤال وعشق العصافير… بل وحنينها… بل والاشتياق لها بعد أن حان موعد هجرتها…
كم أنا غريب في زمن عادي وبسيط حدود القرف… لامعني للسؤال البسيط… هل مات سارتر وهو يعد الجواب قبل الرحيل… ربما… ربما…
….
على هامش السؤال هناك لحظات نسيان….

ذ. نور الدين برحمة / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *