الشخصية و أنواعها / بقلم: ذة. الزوهرة الجهاد / المغرب


المحاور الأساسية

تقديم                     

1.تعريف الشخصية:

           أ- التعريف اللغوي

           ب- التعريف الاصطلاحي    

2. أنواع الشخصيات:

           أ-  حسب طبيعة الأدوار التي تقوم بها

         ب- حسب التركيبة النفسية

          ج- حسب الظهور و الثبات

خاتمة

قراءة في شخصيات فيلم ” حين اهتزت الصورة ” للمخرج يوسف عفيفي

**********

تقديم:

      الشخصية تتحدد في العمل الإبداعي سواء أ كان مسرحية أو فيلما أو قصة  أو رواية أو غيرها كضرورة درامية بحكم وظيفتها الرئيسية في تشخيص الأحداث و في صنعها و أيضا في التحكم في شبكة خيوطها. و منذ  ظهورها  كعنصر فعال في كل الأعمال الإبداعية  تطور مفهومها بتطور الفنون اللصيقة بها، و كذلك بحسب المذاهب  و الإيديولوجيات لمن يبتدعونها. و نظرا لأهمية الشخصية و كونها إحدى المكونات الأساسية في بناء العمل الدرامي، فإننا آثرنا في محاولتنا الدراسية المتواضعة هاته، الوقوف عندها و إبراز بعض ملامحها و أنواعها. و كأسلوب إجرائي، جاءت مقاربتنا على الشكل التالي:

1- تعريف الشخصية: و فيه تحديد لمفهوم  الشخصية لغة و إصطلاحا.                  

2- أنواع الشخصية: يتطرق لأنواعها حسب أهمية الدور الذي تقوم به و حسب تركيبتها النفسية و أيضا حسب ثباتها و ظهورها داخل العمل الفني.      

3- قراءة في شخصيات فيلم « حين اهتزت الصورة » للمخرج المغربي الشاب يوسف عفيفي.

1- تعريف الشخصية:

أ- التعريف اللغوي: 

    إن المعنى الابستيمولوجي لكلمة شخصية في الحقل المعجمي الفرنسي و الايطالي،  تنحدر من الكلمة اللاتينية  Persona  التي تعني القناع و التي تعود بدورها إلى أصل إغريقي Per – Sonare و معناها تكلم من خلال Parler à travers  و في هذا إشارة إلى القناع الذي كان يغطي به الممثلون وجوههم حين يؤدون دورا معينا.

إذن Persona تعني القناع أو الوجه الآخر الذي يغطي الوجه الحقيقي للممثل ، لكي لا يلتبس الأمر على الجمهور فيخلط بين الشخصية الممثلة و الشخص الذي يمثلها.

و في اللغة العربية، نجد كلمة شخصية مستحدثة وردت في القاموس المحيط مشتقة من    « فعل شخص بمعنى تكلم بصوت مرتفع» ([1])، و ربما في هذا إحالة على صفة شخصية الممثل المسرحي التي من المفروض ان ترفع صوتها حين تؤدي دورها على خشبة المسرح حتى تتواصل مع الجمهور.

كما إن هذه الكلمة أخذت من كلمة  الشخص التي تعني « سواد الانسان و غيره تراه من بعد، أي أنها تعني السمات العامة فقط» ([2])

ب- التعريف الاصطلاحي:

الشخصية مفهوم متداول في الاصطلاح اليومي، حيث يقال عادة إن لفلان شخصية و المقصود بذلك مجموع المميزات و الخصائص الجسمانية و المرتبطة ببنائه السيكولوجي و الاجتماعي و التي تميز فردا عن آخر. و على عكس ذلك قد نسمع بأن فلانا  ليست له شخصية أو شخصيته ضعيفة ، و في هذا المعنى إحالة على صفات الانهزامية و الخنوع و الاستسلام و الحضور الباهت كشخص أو كانسان.

و عند الفلاسفة المختصين في التحليل النفسي الشخصية هي « الذات الواعية لكيانها، المستقلة في إرادتها و منه الشخص الأخلاقي و هو من توافرت فيه صفات تؤهله للمشاركة العقلية و الأخلاقية في مجتمع إنساني» ([3])

2-  أنواع الشخصيات:

تلعب الشخصية دورا كبيرا في بناء القصة و من خلالها يمكن لنا تبين المضمون الأخلاقي أو الفلسفي للقصة أو الرواية أو المسرحية و غيرها.

    تنقسم الشخصية إلى عدة أنواع  حسب:

أ- طبيعة الأدوار التي تقوم بها، فتكون إما:                                  

    أأ- رئيسية : و المقصود بها في العمل الدرامي «الشخصية التي لا يمكن الاستغناء عنها في الأحداث والتي تقوم بالدورالأساسي الهام في العمل الفني» ([4])

 و هذه الشخصية التي يسميها بعض النقاد ب” المحورية “، يجب أن تتصف بالمواصفات التالية:

  • الريادة : و معناه أن العمل الإبداعي حتى و لو كان يتضمن عدة شخصيات فدائما « توجد شخصية رئيسية … و قد تتناوب شخصيتان أو أكثر على هذا الدور» ([5])
  • البطولة : أي أنها هي البطل الأول Protagoniste في العمل الفني، وهي شخصية تتصف بالقوة والاستماتة في الدفاع عن رأيها، و لديها إحساس عال بالمسؤولية، ذات إرادة قوية تدفعها دائما إلى الإصرار و التحد و المواجهة و تخطي العقبات لبلوغ هدفها الأسمى الذي تسخر له كل طاقاتها لتحقيقه ، و هو هدف في الغالب يجب أن يتصف بالمصداقية لدى الملتقي، فلا يعقل أن تكون غاية شخصية ثرية مثلا أن تصبح فقيرة، إلا إذا كان هناك مبرر منطقي يبرر هذا الفعل اللامنطقي.
  • الانعكاس الواقعي : ألا تكون بالضرورة شخصية طيبة، فقد يكون دورها أحيانا أن تعكس في العمل الإبداعي قيما سلبية مناقضة للقيم الإيجابية كالشر و الفساد. و هدف الكاتب أن ينتقدها أو على الأقل أن يقدمها كنموذج واقعي كائن أفرزته بالتأكيد شروط واقع معين.
  • المشاركة الإيجابية في صنع الأحداث و خلق الصراع داخل العمل الفني.
  • مصارعة الشخصيات الأخرى المعاكسة لرغبتها في قوة و عناد  حتى تغير مجرى الأحداث، و المقصود هنا بالشخصيات ليس فردا  بعينه و إنما قد تكون جماعة أو نظاما سياسيا أو وباء أو قوى الطبيعة كما في رواية   ” العجوز و البحر ” لإرنست همنغواي التي كانت فيها الطبيعة هي خصم البطل الرئيسي.
  • الوضوح: فإذا استعصت الشخصية على الفهم، فإنه من الصعب على المتفرج التجاوب معها.
  • التميز: أي أن يكون للشخصية الرئيسية حضورا متميزا يجعلها مختلفة عن الشخصيات الأخرى أي « ألا تكون مجرد وسيط يقال عبره الحوار » ([6]) أو أن تحضر من خلال شخصية أخرى، و إنما يجب أن يكون حضورها فعليا و مؤثرا في العمل الفني، بمعنى أنها يجب أن تكون  «حية، فالقارئ يريد أن يراها و هي تتحرك و أن يسمعها و هي تتكلم » ([7])

       أب – ثانوية: هي شخصية ذات حضور باهت و مساحة وجودها محدودة، أفعالها غير أساسية أو حاسمة في مسار الدراما حتى  و إن كانت مؤثرة، و قد تضيء و تكشف بعض الجوانب الخفية في الدراما، لكنها ليست في البؤرة. و نادرا ما يكون وجودها قويا أو مهيمنا. إنها لا تتدخل مباشرة في الصراع و قد تبقى بعيدة عنه أو تواجهه بالصمت، و لكنها تكون ضرورية لتحديد المناظر و الأمكنة التي يدور فيها هذا الصراع.

          و من أهم الأدوار المحتملة للشخصية الثانوية أو ما يسميها  بعض الكتاب ب” الفرعية “:

  • توجيه الأحداث في اتجاه معين أو الربط بينها.
  • مساعدة الشخصية الرئيسية في بعض مواقفها و أحيانا قد تكون خصما لها.
  • إظهار بعض الجوانب غير الظاهرة في الشخصية الرئيسية، مثلا عن طريق الحديث عنها.
  • الدفع بالشخصية الرئيسية إلى أفعال و أحداث معينة.
  • ضغط الأحداث و المعلومات، أي جعلها مقتضبة، بحيث يلجأ الكاتب أحيانا إلى القفز على مجموعة من الأحداث التي لا يرى مبررا لتجسيدها و ذلك بتقديمها في حديث مختزل على لسان الشخصية الثانوية. 

ب – حسب التركيبة النفسية، فتكون :

ب أ –  بسيطة : هي تلك الشخصية التي لا تتناول عمقا نفسيا و لا تقدم تحليلا و لا سبرا للأغوار الداخلية . و هي الشخصية النمطية الأحادية البعد، ملامحها واضحة و أفعالها غير قابلة  للتأويل بحيث يسهل التنبؤ بسلوكها و أفعالها، قد تمثل الخير المطلق أو الشر المطلق و في الغالب لا تتغير داخل النص و لذلك تكون شخصية  سطحية تفتقر إلى العمق.

ب ب – مركبة : هي شخصية ذات أبعاد و مقومات درامية متعددة تتعدى التصنيف و لا يمكن نمذجتها في نمط واحد، يقدمها الكاتب بأوصاف خارجية ، لكنه ينفذ إلى عالمها الداخلي فيتناولها بالتحليل النفسي الذي يكشف عن تعدد أبعادها،  فتكون ملامحها متغيرة، دوافعها  غير واضحة، مشاعرها متناقضة يصعب التنبؤ بأفكارها أو بأقوالها أو بمشاعرها أو بمسار أفعالها و سلوكها و أيضا بوجهتها و غاياتها. علاقاتها مع الشخصيات الأخرى وبالأشياء المحيطة بها علاقات متنوعة و غير واضحة، لكنها هي من يوضح بناء النص الدرامي و يوضح الكثير من الأبعاد الاجتماعية و النفسية التي تقوم عليها بقية الشخصيات .

إنها شخصية مشوشة، متناقضة، قوية و ضعيفة، طيبة و شريرة، كريمة و بخيلة، حساسة و فظة،… إنها نتاج واقع مركب بكل تناقضاته و غموضه. و على المستوى الإيديولوجي « ليست إيجابية، إنها ضد البطل الإيجابي الذي يعرف كل شيء، يسمي كل شيء والذي هو مزيف و غير بشري. الشخصية المركبة لا تلبي حاجة المتفرج إلى من يحل مشاكله و يقهر أعداءه و يحقق أحلامه، بل تجسد الكامن و المكبوت، الأشياء التي لا يرغب المتفرج في مواجهتها أو الكشف عنها.»([8])

ج- حسب الظهور و الثبات، فتكون إما:

      ج أ- نامية:  و هي التي تتطور مع الأحداث من موقف إلى آخر و يبرزها لنا الكاتب تدريجيا خلال العمل الإبداعي. و هي تنمو  نتيجة لتفاعلها المستمر مع الأحداث و يمكن أن نسميها أيضا  ب   ” الدينامية ” و  يعرفها  فلاديمير بروب    ProppVladimir بكونها « هي التي تتغير على طول النص / القصة، ليس التغيير الفيزيولوجي و إنما التغير على   مستوى القيم و الالتزام الشخصي بقضية ما. البطل الرئيسي يوشك أن يكون على الدوام شخصية دينامية متحولة » ([9])

      ج ب- تابثة :  أو ما يسميها البعض ب ” الجاهزة” و هي التي لا يحدث في تكوينها أي تغيير و تبقى تصرفاتها ذات طابع واحد لا يتغير منذ بداية النص إلى نهايته لأنها لا تتأثر بما يمر بها من تجارب و أحداث لأنها نمط واحد يتكرر باستمرار.       –   

و في النص الفني قد تكون الشخصية إما خيالية أو حقيقية تصرف فيها الكاتب حتى جعلها موافقة لاحداث القصة.  و في   الحديث عنها يجب مراعاة ثلاثة أبعاد و هي كالتالي:

 1- البعد الفيزيولوجي:  و هو البعد الرئيسي في تحديد الشخصية، أي الشكل الخارجي للشخصية: جنسه، لونه، طوله، عرضه، ملامح وجهه، سنه، و غيرها من الصفات الجسمية.

2- البعد الإجتماعي: أي ما إذا كانت الشخصية فقيرة أم غنية، مثقفة أم أمية، متزوجة أم عازبة، أرملة أم مطلقة، هل تشتغل أم عاطلة عن العمل…

3- البعد النفسي: أي العواطف و الأفكار التي تراود الشخصية و ردود أفعالها تجاه المواقف و الأحداث و الشخصيات الأخرى، فنتساءل عن طبيعة شخصيتها، أهي هادئة أم منفعلة، لها نزوع نحو الشر أم إلى الخير؟ هل هي بخيلة أم كريمة، طموحة أم قنوعة؟ و هذا البعد عادة ما يكون وليد العلاقة بين البعد الفيزيولوجي و الاجتماعي، فسن الشخصية مثلا أو وضعها الاجتماعي هو الذي يحدد طبيعة نفسيتها و سلوكها مع الآخرين.

خاتمة:

تكتسي الشخصية أهمية قصوى داخل العمل الفني و هي تكون حسب أهميتها إما صانعة للحدث أو يصنعها الحدث، كما أن جانبا كبيرا من أهمية هذا العمل الفني و درجة رقيه الإبداعي يعتمد أساسا على طرق تقديم الكاتب لشخصياته و خاصة الشخصية المستقلة التي تحمل بصماتها الخاصة  بتواتر الأحداث فتجعل من الكاتب نفسه مجرد ناقل للقصة مثله مثل أي راو آخر يكتسب أهميته من خلال براعته و دقته في نقل الأحداث. كما أن صدقها و قدرتها على إقناع المتلقي قد ينقلها من صورة الشخصية المتخيلة أو الرمزية إلى شخصية واقعية يتلمس هذا الملتقي ملامحها و وجودها الفعلي على مستوى الواقع.

قراءة في شخصيات فيلم حين اهتزت الصورةللمخرج يوسف عفيفي

يحيلنا عنوان الفيلم على دلالات  تشير إلى الاهتزاز و السقوط، سقوط الصورة، صورة الأب الذي كان يمثل قيما و رمزا للعفة و التدين، لتنتهك هذه القيم في مواجهة حالة أخرى تسعى للتشبث بالأمل و تثبيت حقيقة ما.

بطل الفيلم هو ” عبد القادر ” أب نبيل، رجل في حوالي الخامسة و الأربعين من عمره، يظهر متأنقا في جلبابه الأبيض و طاقيته البيضاء، ملامح وجهه قوية، لكن لحيته القصيرة توحي بالوقار والورع. بنيته الجسدية تطبعها القوة  و روح الشباب التي لازالت بصماتها حاضرة. يكثر جدا من تلاوة القرآن و يلتزم بشدة بمواقيت الصلاة، فيعطي انطباعا بقوة تدينه و بكونه رمزا للالتزام و التشبث بالقيم الروحية و العقائدية، لكن فيما بعد  و بتواتر أحداث الفيلم سيظهر الخفي في شخصيته، و سيكتشف وجهه الآخر المناقض للصورة الأولى. و بهذا المعنى يكون هذا الأب شخصية متطورة و نامية لا تتقولب في خانة قيمية واحدة و لا يمكن تنميطها في صورة أحادية، بل إنها صورة منفلتة  عصية على التنميط، بحيث في كل مرة نكتشف جوانب خفية من شخصيتها المركبة.

نبيل:  كما يدل على ذلك اسمه، مراهق لم يتعد عمره السابعة عشر، لازال يتلمس خطواته الأولية في مرحلة الشباب. طويل القامة، نحيف البنية، هادئ الملامح، نظيف الملبس. كان يجعل من أبيه نموذجا يحتذى به و قدوة في التقوى و الورع. إلا انه سيصدم بحقيقة أخرى ستجعله أمام مفارقة مؤلمة و مظاهر أخرى غير ظاهرة في سلوك الأب تناقض الصورة الجميلة التي رسمها الابن لأبيه. و تمتد هذه المفارقة لتطال نفسه و قيمه التي يؤمن بها. على المستوى النفسي ستعرف شخصيته هزة عنيفة بعد رؤية الأب و هو يرتكب جريمة أخلاقية مع الجارة نعيمة، هزة ستدخله في دوامة من الإحباط و التساؤل تارة، و بين الاستسلام و الرغبة في مسايرة الجارة التي تراوده عن نفسه تارة أخرى.

ينتقل نبيل عبر الذاكرة بين الصور المتلونة لأبيه، صورة جميلة للأب الورع الوقور، المتماهي في تلاوة القرآن بصوت جهوري و في التعبد و الصلاة، و صورة بشعة لهذا الأب المتلبس في جريمة أخلاقية مختومة بتفاصيل الخيانة و الفسق و الفساد خاصة مع جارتهم نعيمة التي تسكن بالطابق العلوي لبيتهم . إنه إحساس بالهزيمة و الدوخة و التساؤل و الحيرة و أحاسيس بالغدر، انفجرت بكاء ساخنا بين ذراعي الأم التي احتوته بكلتا يديها و ضمته إلى صدرها الحنون، كأنها هي ملاذه الأول و الأخير و ربما الوحيد الذي تبقى له بعد سقوط صورة الأب.

الأم رحمة: أم نبيل، سيدة في حوالي الخامسة و الثلاثين من عمرها، بدت بيضاء البشرة، بملامح هادئة تشع رقة و هدوءا و سماحة. تعكس ملابسها البيضاء جزءا من صفائها الداخلي و طيبوبة قلبها. إنها عنوان الطهر و العفاف الحقيقيين و أيضا لحظة تجميل لقبح الصورة، صورة الأب. منذ  البداية إلى نهاية الفيلم لا نعهدها إلا حنونا على الابن و طيعة للأب، تتحمل بكثير من الصبر تسلطه و عنفه الرجولي. إنها بعد سقوط الابن لا تضع حدا لما جرى و لا تتنبأ بالتغيير في واقع الأسرة الصغيرة، و لكنها تعيش لحظة انكسار و هلع لما يجري لابنها دون أن تتكهن أسبابه. و ستعيش أيضا لحظة الأسى على نفسها المستضعفة التي لا تقوى على فعل أي شيء، و أسى على الابن الذي انهار أمامها، و أسى أيضا على قسوة الزوج و جبروته.

نعيمة: أرملة في الثلاثين من عمرها، لها ابن (رشيد) في سن نبيل. جميلة الوجه، غالبا ما ترتدي ملابس تكشف عن مفاتن جسدها. تتقد رغبة و أنوثة تستغل كل مفاتنها و غنجها لاصطياد الأب و الابن على حد سواء دون أن تقيم في ذلك حدودا أخلاقية لعلاقتها بالجارة رحمة أو لزوجها عبد القادر و لابنهما نبيل الذي هو في سن ابنها و الذي اغتالت فيه براءة الطفل و نقلته إلى عالم الكبار عنوة. لغة واحدة تجيدها منذ بداية الفيلم إلى نهايته هي لغة الجسد و الشبقية، حضورشخصيتها يبقى خطيا دون أن يعرف تراجعا أو تحولا. لكنها هي من يمسك بخيوط كل التحولات و التناقضات التي تجري في الفيلم و هي التي تتجه بها نحو المسارات المختلفة.

         هكذا يضعنا الفيلم في لحظاته الأخيرة أمام معادلة صعبة لا نستطيع أن نستكشف منها إلا صورة الانهيار و لحظة الصراع المرير الذي يعيشه نبيل خاصة و أنه بدأ يعيد إنتاج الفعل الأبوي. لكنها أيضا صورة لهوة شاسعة و سحيقة تفصل بين المبادىء و الممارسات و بين ظاهر الأشياء و خفيها.     

ذة. الزوهرة الجهاد / المغرب

Zohra Eljihad / Maroc


المراجع المعتمدة بالعربية

1-القاموس المحيط، مجد الدين محمد ابن يعقوب الفيروزآبادي، دار الكتب العلمية، بيروت ( 1995)، باب حرف الصاد فصل الشين. 

2- تاج العروس من جواهر القاموس، دار إحياء التراث العربي، بيروت (1984)

3- المعجم المسرحي، ماري إلياس و حنان قصاب حسن، مكتبة لبنان (1997)

4- السارد، الشخصية، الروائي، الشاهد، منصور محمد، مجلة كتابات معاصرة، عدد 47، المجلد 12 (2002)

5- الكتابة للسينما، بوبكر الحيحي، المطبعة و الوراقة الوطنية، ط 1 (2000)

6- الأدب و فنونه: دراسة و نقد، عز الدين اسماعيل، الفكر العربي (1983)

7- مجلة « نزوى » العمانية العدد 3  ( يونيو 1995)


المرجع المعتمد بالفرنسية

1- La morphologie du conte,Vladimir Propp, (1928)



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *