كعجزٍ مبرّرٍ في الوصولِ لضفافِ الوفاء
وإنْ كُسرتْ ظهرُ القصائدِ
بحملِ سيرتهم على سبيلِ ردِ الجميل
اذكرُ ذاتَ صباحٍ باردٍ
وقدْ نفذَ خزّانُ الوقودِ في بيتنا
لم أجدْ مكاناً اتذوّقُ فيهِ طعمَ الدفءِ
غيرَ أقدامِ أمي
عندها عرفتُ أن اللهَ اختارَ للجنةِ مأوى
يلائمُ كلَّ الفصولِ
و أبي الذي كان يعملُ مزارعا ً
لم يجدْ لأصابعهِ العاريةِ
غيرَ ذرفِ الكثيرِ منَ التنهداتِ
يصفعُ فيها وجهَ الصقيعِ
وهو يعترضُ صباحاتهِ المبكّرةِ
يقبّلُ حبّاتِ المطرِ كلّما نظرَ للسماءِ
راجياً عدمَ دخولها منْ ثقبِ حذائي القديمِ
يسدّدُ جسدهُ لفواتيرِ الأمراضِ دفعةً تلو الدفعةِ
ويدسُّ في جيوبنا عرقَ جبينهِ
على هيأةِ أوراقٍ نقديةٍ
حتى كبرنا كأغصانِ شجرتهِ الوحيدةِ
التي وضعت ثمارها على جدارِ الجيرانِ
ولأنّهُ طيبٌ جداً سدّدَ آخرَ ماعليهِ لمرضِ السكّرِ
الآنَ وقدْ زرعناهُ في وادي السلام
ليس أمامنا مانردُّ بهِ حجمَ ذلك الإيثارِ
غيرَ لتراتٍ قليلةٍ منً المياهِ
ندسّها حولَ قبرهِ بينَ فترةٍ وأخرى
ممزوجةً بدموعٍ ساخنةٍ
علّهُ ينمو في ملامحنا منْ جديدٍ.