التواصل الإداري التربوي بالمؤسسة التعليمية العمومية (علاقة الإدارة بالأستاذ بثانوية مولاي إسماعيل نموذجا) / بقلم: ذة. الزوهرة الجهاد / المغرب


المحاور الأساسية

تقديم

المبحث الأول: التواصل: مفهومه و نظرياته و أنواعه.

  1. مفهوم التواصل لغة و اصطلاحا
  2. نظريات التواصل
  3. أنواع التواصل

المبحث الثاني: الإدارة التربوية: مفهومها و مقوماتها و أهدافها.

  1.  مفهوم الإدارة التربوية
  2. 2-   مقومات الإدارة التربوية
  3. 3-   أهداف الإدارة التربوية

    المبحث الثالث: التواصل الإداري بين الواقع والمأمول.

  1.  نموذج استمارة البحث الميداني.
  2. تفريغ الاستمارة.

خاتمة

**********

تقديم

يكتسي التواصل أهمية قصوى في قيام علاقات مادية ومعرفية بين الأفراد والجماعات. انه ممارسة ضرورية في كل القطاعات ومنها القطاع التربوي –التعليمي ، حيث من المفترض أن تتأسس بين جميع الأطراف الفاعلة فيه علاقات تبادلية وتفاعلية للمعرفة وغيرها.

والتواصل التربوي هو قبل كل شيء علاقة إنسانية وعاطفية بواسطتها يتم تبادل الأحاسيس و العواطف والمواقف والقيم.

و نظرا لأهمية التواصل داخل المنظومة التربوية –التعليمية ، فقد آثرنا مقاربته في شقه الإداري داخل فضاء المؤسسة التعليمية وثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية نموذجا، والتي سنتعرف عليها من خلال البطاقة التقنية التي سنوردها فيما بعد.

        ومن دواعي اختيارنا لهذا المبحث دون غيره:

1- أهمية الموضوع في تطوير العمل التربوي.

2- امتهاننا للتدريس بالمؤسسة التعليمية الثانوية التأهيلية.

3- رغبتنا في ملامسة الجواب عن سؤال ما إذا كان هناك تواصل فعلي بين الإدارة المحددة في شخص المدير وبين الأساتذة العاملين تحت إشرافه.

       وعندما ستشارف مقاربتنا هاته على نهايتها ، نتمنى أن نتوصل إلى الأهداف التالية :

  • تحديد القنوات التواصلية الموجودة داخل المؤسسة التربوية –  التعليمية .
  • تحديد وتحليل الحاجيات التواصلية داخل المؤسسة التربوية- التعليمية.
  • الوقوف عند مواطن الخلل- إذا ما افترضنا أنها موجودة – في العملية التواصلية بين جميع أطرافها واقتراح بعض طرق تصحيحها أو على الأقل الرفع شيئا ما من حظوظ نجاحها.

أما المنهج الذي تبنيناه لتوضيح واقع حال التواصل الإداري بالمؤسسة التعليمية، فهو إحصائي، ذلك لأن الإحصاء يعتبر أداة علمية للحصول على المعلومات التي سنستنتجها من خلال المسح الإستبياني المكتوب والذي هو طرح الأسئلة ذاتها وبنوعيها المفتوح والمغلق على العينة أي المبحوثين ذوي العلاقة بالموضوع المبحوث فيه ويبلغ عددهم خمسين (50 أستاذا)  وقد كان من الصعب في ظرف زمني قصير  لا يتعدى الأسبوعين ، أن يفي البحث بالغرض المنشود   و أن يقف على الإشكالية المطروحة بعمق و شمولية خاصة و أن نسبة هامة (11 مبحوثا) لم يعيروا الإستمارة قدرا كبيرا من الإهتمام و ذلك إما بدوافع الإهمال أو عدم الإستجابة أو النسيان كما برر ذلك البعض منهم مع أن تعبئة الإستبيان لا تتطلب أكثر من 15 دقيقة على الأكثر . كما أن البعض الآخر منهم قبل بتعبئة الإستمارة شرط التأكد من ضمانة التكتم على أجوبته، فيما ذهب البعض – و لحسن الحظ أنها نسبة ضئيلة (3 فقط) – أن هذه الإستمارة هي شكل من أشكال الاستفزاز و سوف تثير حفيظة السيد المدير ضدهم.

المبحث الأول : التواصل :مفهومه و نظرياته و أنواعه.

1- مفهوم  التواصل:

أ- لغة: التواصل حسب ما ورد في لسان العرب قاعدة القواميس العربية من فعل وَصَل الشيء بالشيء يَصِلُه وَصْلاً وَصِلةً وصل: وَصَلْت الشيء وَصْلاً وَصِلةً، والوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران. وقال ابن سيده: الوَصْل خلاف الفَصْل.

 و‘‘في التنزيل العزيز: ولقد وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ، أَي وَصَّلْنا ذِكْرَ الأَنْبياء وأَقاصِيصَ من مَضَى بعضها ببعض، لعلهم يَعْتَبرون.واتَّصَلَ الشيءُ بالشيء: لم ينقطع.

 وقوله أَنشده ابن جني:
قامَ بها يُنْشِدُ كلّ مُنْشِد                         وايتَصَلَتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ

إِنما أَراد اتَّصَلَتْ، فأَبدل من التاء الأُولى ياء كراهة للتشديد؛
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
سُحَيْراً، وأَعْناقُ المَطِيِّ كأَنَّها                 مَدافِعُ ثِغْبانٍ أَضَرَّ بها الوصْلُ
معناه: أَضَرَّ بها فِقْدان الوَصْل.
ووَصَلَ الشيءُ إِلى الشيء وُصُولاً وتَوَصَّل إِليه: انتهى إِليه وبَلَغه.
 قال أَبو ذؤيب:
تَوَصَلُ بالرُّكْبان حيناً، وتُؤْلِفُ الـ             ـجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها
ووَصَّله إِليه وأَوْصَله: أَنهاهُ إِليه وأَبْلَغَهُ إِياه.
وفي الحديث: كان اسمُ نَبْلِه، عليه السلام، المُوتَصِلة؛ سميت بها الواو وأَشباهها في التاء، فتقول مُوتَصِل ومُوتَفِق ومُوتَعِد ونحو ذلك، وغيرهم يُدْغم فيقول مُتَّصِل ومُتَّفِق ومُتَّعِد وأَوْصَله غيرُه ووَصل،،[1]. 

         أما عند الغرب فتعود كلمة تواصل Communication في أصلها إلى المصطلح اللاتيني Communis ومعناها Commun أي مشترك أو عام.    و استعمل فعل communiquer أول مرة في اللغة الفرنسية سنة 1360م بمرادف وصل أي ربط الشيء. أما المصدر communication فلم يستعمل إلا سنة 1564م وورد بمعنى الوسيلة أو التقنية  المستعملة في نقل الأخبار و المعلومات إلى الأفراد.

      ب- اصطلاحا : التواصل عملية تتضمن المشاركة والتفاهم حول فكرة ما أو سلوك معين. وهو يعد  من أقدم أوجه  النشاط الإنساني، أي أنه “خاصية طبيعية ترافق البشرية منذ البداية، وهو عملية آلية وضرورة بيولوجية، ويمكن تعريفه أيضا بأنه طريقة أو أسلوب لتبادل المعلومات بين الأفراد، إذ يمكن إرسالها كما يمكن استيعابها بطرق متعددة تتراوح من الكلمة المنطوقة أو المكتوبة إلى ابتسامة صداقة ومودة، إلى حركات اليدين، إلى تعبيرات الوجه وما إلى ذلك.[2]

      والتواصل لا يكون فقط توجيه  رسالة من طرف إلى آخر أو من فرد إلى جماعة، وإنما هو نقل معلومات وأفكار وعواطف من شخص أو جماعة إلى آخر من خلال رموز معينة شريطة تحقق الاستجابة من طرف الآخر، أي أنه مفهوم يتأسس على “التفاعل” L’interaction بين شخصين من خلال تبادل المعلومات قصد بلوغ الغاية وبشكل يسمح للطرفين بالتشارك وعدم سيطرة المرسل على المتلقي، بل تعطي للثاني خيارا ينقذه من سلطة الأول.

2- نظريات التواصل:

      حاولت العديد من النظريات التواصلية مقاربة وفهم عمق العملية التواصلية ووظائفها في النفس والاجتماع كل منها من زاوية معينة، ونظرا لصعوبة استقراء كل هذه النظريات، فإننا سنكتفي ببعض النماذج التواصلية لمعرفة التطورات التي عرفتها هذه  النظريات ولتقصي العلاقات الرابطة فيما بينها، وأهمها :

أ- النظرية السلوكية:

وضعها المحلل الأمريكي هارولد لازويل Harold Lasswell سنة 1948، وتتضمن العناصر التي بها يتحقق التواصل وهي:

المرسل : وهو مصدر  الرسالة أو النقطة التي تبدأ عندها عملية التواصل.

الرسالة : وهي الموضوع أو المحتوى الذي يكون عبارة عن الأفكار والمعاني التي ينبغي على المرسل إيصالها إلى المستقبل أو المرسل إليه، ويتم عادة التعبير عنها بالرموز اللغوية أو اللفظية أو غير اللفظية أو بهما معا.

القناة : وهي الوسيلة التي تنقل بها الرسالة من المرسل إلى المرسل إليه.

المرسل إليه: وهو مستقبل الرسالة أو الشخص الذي توجه إليه الرسالة فيستقبلها ويفك رموزها لإدراك معانيها.

الأثـر: وهو تفاعل المستقبل مع الرسالة فيكون له رد فعل تجاهها ويسميه بعض المتخصصين بالتغذية الراجعة feed Back .وهذا العنصر هو الذي يحدد ما إذا تمت عملية التواصل بنجاح أم أنها فشلت.

       وهذا النموذج النظري يندرج ضمن النموذج السلوكي الذي انتشر كثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويقوم على ثنائية المثير والاستجابة التي تجعل وظيفة التواصل تأثيرية حسب لازويل، أي تأثير المرسل على المرسل إليه من أجل إصدار رد فعل قد يكون إيجابيا أو سلبيا.

ب- النظرية الرياضية:

       واضعها المهندس كلود شانون Claude Shannon والفيلسوف وارين ويفر Waren Weaver سنة 1949، وأهم عناصرها :

       مرسل – ترميز- رسالة – فك الرموز – متلقي

وتقوم هذه النظرية على فكرة مفادها أن المرسل يرسل شفرته المسننة أو رسالته المشفرة إلى متلق يقوم بتفكيك هذه الرسالة.

       ومما يؤاخذ على هذه النظرية عدم إمكانية تطبيقها في كل الوضعيات التواصلية، خاصة حين يتعدد المستقبلون للرسالة، وكذلك جعلها المستقبل في وضعية المتلقي السلبي حين تسلمه للرسالة المشفرة.

ج- النظرية الاجتماعية:

       هي نظرية ريلي وريلي Riley & Riley ومن أهم مفاهيمها التواصلية نجد مفهوم السياق الاجتماعي ومفهوم الانتماء إلى الجماعة. وتدرس هذه النظرية كيف يتواصل الأفراد في إطار الجماعة التي ينتمون إليها وكيف يتأثرون ويرون الأشياء بمنظار الجماعة لا بمنظارهم. بمعنى آخر يدرس هذا النموذج الاجتماعي العلاقات النفسية والاجتماعية بين المتواصلين داخل السياق الاجتماعي، وبهذا يؤسس لعلم تواصل الجماعة Science de Communication de groupe .

د- النظرية اللسانية:

        ويعد رومان جاكسون Roman Jackobson  هو واضعها سنة 1964 ويعتبر أن وظيفة اللغة الأساسية  هي التواصل، وحدد عناصره في ستة هي :

  1. المرسل / 2- الرسالة  / 3- المرسل إليه /4- القناة / 5- المرجع/ 6- اللغة.

ولكل عنصر من هذه العناصر وظيفتها الخاصة،  فالمرسل وظيفته تعبيرية وتأثيرية، و هي تعبيرية لأنه يدخل في رسالته انفعالاته وتعابيره الذاتية وميولاته الشخصية والإيدلوجية، وتأثيرية لأنه يهدف إلى التأثير على أفكار وسلوك المرسل إليه.

والرسالة وظيفتها جمالية : أي أن الهدف من عملية التواصل هو البحث عما يجعل من الرسالة رسالة شعرية ذات بعد جمالي، فلتحقيق التأثير على المتلقي يجب على المرسل اختيار الأساليب الإنشائية والتركيبية الجميلة.

المرسل إليه له وظيفة انتباهية، والقناة وظيفتها حفاظية على التواصل أي تمديد التواصل واستمراره كاستخدام عبارات هل تفهمني ؟، هل فهمت قصدي؟…

أما المرجع فله وظيفة مرجعية واقعية، أي أن المرسل ينقل رسالته إلى المتلقي من خلال معطيات تحيل على الواقع.

       أما اللغة أو السنن فوظيفتها لغوية أو وصفية لأنها تنقل الرسالة عبر كلمات وألفاظ.

هـ – النظرية الإعلامية:

       وهي نظرية قائمة على توظيف التقنيات الإعلامية الجديدة كالحاسوب والانترنت في العملية التواصلية .وتنبني هذه النظرية على ثلاث مراحل:

1- مرحلة الاتصال وخلق العلاقة الترابطية Phase de Connexion

2- مرحلة إرسال الرسائل Phase d’envoi des messages

3- مرحلة الإغلاق Phase de déconnexion

2- أنواع التواصل:

       تتسع آفاق التواصل لتشمل أبعادا وأنواعا متباينة من الأنساق التواصلية ” فكثير من الباحثين يتناولون الاتصال كوظيفة للتعليم وكوظيفة للجماعات الاجتماعية وكوظيفة للعلاقات بين المجتمعات، بل ويعتبرون الاتصال كوظيفة لنضج شخصية الفرد وغير ذلك من جوانب توظيف الاتصال”[3]  

       ولهذا السبب نجدنا أمام أشكال تواصلية مختلفة ، ينقسم فيها التواصل إلى أنواع عديدة حسب :

1- وسيلة التواصل: والمقصود بها كيف وبأية أداة يتم التواصل بين الناس وفي هذا النوع ينقسم التواصل إلى :

أ- تواصل لفظي : وهو الذي ينبني على اللغة، ويعد أرقى أنواع التواصل لأنه الوسيلة الكفيلة بنقل الرسالة من المرسل إلى المتلقي ويتضمن ثلاثة عناصر أساسية.

أ أ- اللغة: وهي تعد خاصية أو ملكة إنسانية، أي أن كل إنسان مزود طبيعيا بالقدرة على الكلام وبهذه الخاصية يستطيع أن يعبر عن مشاعره وأفكاره وعواطفه ويتواصل بها مع الآخرين. وبهذا المعنى تصبح اللغة مؤسسة اجتماعية لا تستعمل إلا داخل وسط  اجتماعي لأنها أساس التواصل بين أفراد المجتمع ووجودها رهين بوجود علاقات الأفراد فيما بينهم داخل هذا المجتمع.

أ ب – الكلام: يعرف الكلام على أنه الإدراك الصوتي للغة والتعبير، وهو فعل حركي ملموس، وهو أيضا فعل ظاهر للغة، وبدونه يستحيل تمثيل اللغة. ولكي يكون فعالا ويحقق وظيفته التواصلية يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط أهمها النطق السليم، فسلامة الأعضاء الصوتية هي التي تضمن بالتأكيد نطقا سليما وسهولة في الكلام وبالتالي تواصلا بدون عوائق.

أ ج- الصوت: هو ” ظاهرة من ظواهر اللغة وعنصرا فعالا من عناصرها” [4]، ذلك أنه قبل إدراك معاني الكلمات، تحدث رنة الصوت أثرا معينا في المتلقي قد يكون سالبا أو موجبا. و ” الصوت أثر سمعي ينشأ من اتصال جسم بآخر”.[5]

       وللتأثير في المتلقي يجب أن نتحكم في صوتنا ونعتمد  نغمة مؤثرة، وذلك بالاعتماد على العناصر التالية:

  • الإصغاء: إن جلب استماع المتلقي وشد اهتمامه يعد في بعض الأحيان أمرا لا يخلو من صعوبة، ذلك لأنه يستلزم من المتكلم حركية في الصوت والضبط في الإيقاع وسلامة في النطق وحسن الإبلاغ والتنغيم. فالصوت الضعيف مثلا يعوق العملية التواصلية، لأن المستمع سيبذل مجهودا حتى يسمع كل ما يقال له، وبالتالي شيئا فشيئا سيفقد الرغبة في السماع. كما أن الصوت القوي في بعض السياقات قد يتعب السامع ويحدث له تشويشا وضجرا و قلة تركيز.
  • الفهم : إن فهم الآخرين أمر هام جدا في العملية التواصلية، وهو عنصر رئيسي في إفشال التواصل أو في إنجاحه.

             ولكي يتحقق الفهم في تواصلنا مع الآخر لابد من الشروط التالية :

-النطق السليم والصحيح: وهو الذي يعطي خاصية الوضوح لكلامنا، ويتم عن طريق حسن التوقف وتجزيء المقاطع واستعمال الروابط. وكل تلعثم أو ابتلاع للكلام سيزعج بالتأكيد المستمع وسيفقده الرغبة في مواصلة الاستماع.

-حسن الإبـــــــــــــلاغ: والمقصود به تبني المتكلم لمرتبة وسط بين السرعة في الكلام والبطء فيه لشد انتباه المستمع، فالسرعة تجعله غير متابع لما يقوله المتكلم والبطء قد يشعره بالملل والرتابة، ولذلك يجب التحكم في وثيرة الإبلاغ حتى لا تصبح حاجزا أمام التواصل.

-الســــكــــــــــــوت: والمقصود به ليس التوقف النهائي عن الكلام، وإنما الوقفات القصيرة جدا وأدوات الترقيم الشفوية (أدوات التعجب والاستفهام، النقط…) التي يلجأ إليها المتكلم لتنظيم خطابه وإيصاله بوضوح.

-النبر والتنغيم: هما عمليتان رئيسيتان، لأنهما “يعدان بمثابة قنطرة تعبر منها المشاعر” [6] وهما يساعدان على وضوح  النطق وسلامة التلفظ ، فقد يحدث أن نغير نبرة الصوت في الموقف نفسه حين نلتقي شخصين، فنحيي أحدهما بحرارة تظهر في نبرة صوتنا ونحيي الآخر ببرودة أو قلة تحمس.

ب – تواصل غير لفظي : وهو التواصل الذي يتم بدون خطاب لغوي. ويتشكل من مجموعة من العلامات غير اللغوية، كالإيماءات والإشارات، والنظرات والحركات ونبرة الصوت. ولغة الإشارات تعتمد كثيرا على الإبصار وهي بشكل أو بآخر تخدم اللغة المنطوقة وفي بعض الحالات تعوضها (حالة الصم والبكم مثلا)، ولكنها تسمح بانعكاس الأفكار والمشاعر وتبيانها بشكل يجعلنا نتمكن من فهم مرسلها. وهذه الإشارات أنواع، أهمها :

1- النظرات: تخلق النظرة نوعا من التواصل بين المتخاطبين وكنا نعلم أن العيون تكون أحيانا أكثر إيصالا للمشاعر من اللغة أو الكلام، وخاصة بين العشاق والمحبين، لأنها تكون حاملة لمعاني عدة تغني التواصل، وقد نستعمل النظرات في وضعيات وسياقات مختلفة، تجعل منها نظرات متنوعة الوظائف، فتكون إما:

  •  نظرة لإثارة الانتباه، فالمتكلم الذي ينظر إلى مخاطبه يجعل هذا الأخير متتبعا له لأنه يشعره بالاهتمام.
  •  نظرة تكون مرآة لشخصية المتكلم : ولذلك تم وصف النظرات بأوصاف ونعوت لا تنتهي ما بين نظرة ثاقبة تدل على الذكاء، ونظرة حائرة وغامضة وأخرى متغنجة، ومبهمة ومتفحصة ومتعجبة ومخادعة وحنونة وغيرها من التوصيفات.

2- الحركات التعبيرية: أكدت الدراسات الحديثة أن في عملية التواصل تشكل الكلمات    7 % والتنغيم 38 %  أما النصيب الأكبر فيعود للحركات التعبيرية 55 %، ذلك لأنها ضرورية في التواصل مع الآخرين، وتعبر عما نرغب في إيصاله إليهم. ولها وظائف كثيرة :

  • إبلاغ الرسالة : فلا يعد دائما الكلام ضروريا في عملية التواصل، إذ نتجاوزه إلى الحركة التعبيرية للتعبير عما نريد.
    • تكرار المعلومة: تصاحب الكلام حركات عفوية تكون تكرارا لما يقال فنستعمل أيدينا ورؤوسنا وحركات جسمية أخرى.
    • مساندة الخطاب : أي أنها تتحول أحيانا إلى وسيلة للإقناع.
    • التعبير عن وضعية المتكلم : فتشبيك الأصابع مثلا يدل على توتر هذا المتكلم وانغلاقه النفسي، والإمساك بطرفي الذقن بأصابع اليد يحيل على التردد والحيرة.
    • إنجاح التواصل أو إفشاله : فحركة رفع العينين إلى الأعلى مثلا يفهم منها عدم الاهتمام، فتؤدي حتما إلى قطع التواصل، وحركات اليدين وطريقة فتحهما تحافظ على التواصل.

3- المظهر الخارجي: هو الهيئة العامة للشخص من لباس ومظهر. ويلعب دورا هاما في جعل المتلقي يكون صورة أولية عن المتكلم وعن سلوكه وأفكاره أو كما يقول يولوند برشارد يكون “أداة فصل بين الأشخاص أثناء التواصل”[7]

تعابير الوجه : تعد تعابير الوجه أصدق من الكلمات وهي تبين عن الحالة النفسية للمتكلم والمتلقي على حد سواء. كما أنه من خلالها يمكن أن نحدد انطباعنا عن الشخص وعما إذا كان جديا أو ساخرا أو متسائلا أو متعاطفا أو صادقا أو مشمئزا إلى غير ذلك من الوضعيات.

2- حسب المشاركين: أشارت الأبحاث والدراسات التواصلية أن المشاركين في العملية التواصلية وتباينهم  يخلق تنويعات في هذه العملية التواصلية وأهمها :

أ– التواصل الذاتي: المقصود به تلك العمليات التي تحدث داخل عقل الإنسان من أفكار وتجارب ومدركات واختيارات ومواقف وذوق في اللباس والأكل والألوان وغيرها، إنه بمعنى آخر تواصل الإنسان مع ذاته. وقد حظي هذا النوع التواصلي باهتمام علماء النفس الذين ربطوه بالإدراك والمقدرة التعليمية وبكافة الجوانب النفسية.

ب- التواصل الشخصي: هو التواصل المباشر الذي يقوم على المواجهة والتفاعل بين طرفين أو أكثر حول موضوع مشترك وبواسطة هذا التواصل تتحقق العلاقات الإنسانية وتتوطد، كما أنه يسمح بمعرفة فورية لمدى تقبل المرسل إليه للرسالة والأثر الذي خلفته عليه.

ج- التواصل الجماعي: هو التواصل الذي يحدث بين مجموعة من الأفراد الذين يتم التفاعل فيما بينهم عند استقبال الرسالة  فيقومون بتفكيك رموزها وتداول مضامينها، مما تتولد عنه مواقف مشتركة.

د- التواصل الجماهيري: هو تواصل أحادي الاتجاه، يتم في أماكن التجمعات العامة. ويحاول فيه المرسل أو المرسلون إشراك المتلقي الذي يكون في الغالب جمهورا عريضا متباين الاتجاهات والانتماءات ويستند في وسائله على وسائل الاتصال.

المبحث الثاني : التواصل الإداري بالمؤسسة التعليمية:

1- المرسل: الإدارة التربوية- التعليمية:

أ- تعريف الإدارة التربوية ـ التعليمية:

تعرف الإدارة كنشاط إنساني مثل جميع العلوم الإنسانية على أنها العملية التي تساعد منظمة أو مؤسسة على تحقيق أهدافها، وذلك من خلال استثمار أمثل لجميع الموارد المتاحة لها سواء المالية أو البشرية لتحقيق أفضل النتائج. أما في علاقتها بالمؤسسة التربوية – التعليمية فتعني :”مجموع عمليات وظيفية تمارس بغرض تنفيذ مهام مدرسية بواسطة آخرين عن طريق تخطيط وتنظيم وتنسيق ومراقبة مجهوداتهم وتقويمها”[8] .ومن أهدافها تحقيق النمو الشامل للتلميذ في جميع الجوانب المختلفة . كما تهدف إلى الاهتمام بالمدرسين وبالمناهج وبالأنشطة التعليمية.

ب- مقومات الإدارية التربوية ـ التعليمية الفعالة:

لكي تتمكن الإدارة التربوية المدرسية من تحقيق الأهداف المنوطة بها، فإنها لابد أن تتمتع بالمقومات التالية :

1 – القيادة العملية: أي الابتعاد عن الشعارات والخطب والتركيز على الجدية والتفاني في العمل، وبذلك ستكون حتما إدارة قدوة لباقي العاملين بالمؤسسة التعليمية.

2 – التحسين المستمر: أي أن يكون أداء الإدارة ملتزما بالمعايير المهنية المطلوبة للجودة وعدم تكرار الأخطاء، ويتأتى هذا بالتشاور مع باقي الفاعلين في العملية التربوية –التعليمية

3- بناء فرق العمل: يعتبر العاملون بالمؤسسة التعليمية،إداريون و أساتذة هم العنصر الرئيسي للسير بالعملية التربوية – التعليمية ككل إلى الأمام.ولذلك يجب تحويل الإهتمام إليهم وذلك بمتابعتهم وتقويم مستوى آدائهم وتشجيعهم على العمل الجماعي لتحقيق الأهداف المتوخاة من العملية التربوية التعليمية.

4- الإبداع والابتكار: أي أن تتمتع إدارة المؤسسة بالقدرة على اختلاق الأفكار الجديدة والمفيدة للعملية التعليمية .

5- القدرة العالية على التواصل: أي خلق أجواء أخوية بين الإدارة والتابعين لها من الإداريين الآخرين والأساتذة وأيضا التلاميذ وتفهم مشاكلهم ومساعدتهم على حلها إذا أمكن ومد قنوات التواصل مع الفعاليات التي تشتغل معها خارج المؤسسة.

ج- أهداف الإدارة التربوية-التعليمية:

تنبثق أهداف الإدارة المدرسية من أهداف الإدارة التربوية ككل والتي تتمحور حول التنمية الشمولية للمتمدرس ،ولذلك فالهدف لم يعد قاصرا على الحرص على السير العادي للدراسة وتطبيق الأنظمة والقرارات الإدارية الصادرة عن الجهات الأعلى منها رتبة ،بل إنها تشمل جوانب عديدة ،نذكر منها فيما يتعلق ب:

1- الجانب الإداري:

  • أن يشكل المتمدرس محور العملية التعليمية ،و لذلك فمن الضروري تنميته نموا صحيحا ومتكاملا على جميع المستويات البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية.
  • تحسين العملية التربوية وضمان سير الدراسة في أجواء ملائمة منذ بداية الموسم الدراسي إلى نهايته.
  • الإهتمام بالمناهج والمقررات الدراسية وكل الأنشطة التعليمية.
  • توثيق العلاقة بين المدير والعاملين بالمؤسسة ضمانا لسير جيد للدراسة وتحقيقا للأهداف المتوخاة من العملية التعليمية .
  • تنفيذ البرامج والمشاريع التي تم التخطيط لها من قبل الجهات العليا.
  • الإعداد الجيد للإمتحانات التجريبية والجهوية والوطنية والسهر على مرورها في أجواء تطبعها الشفافية والنزاهة.
  • التنسيق مع الجهات المعنية لإعداد الخريطة المدرسية .

2- الجانب التربوي- التعليمي:

من أهداف الإدارة التربوية ـ التعليمية على هذا المستوى:

  • أن يشكل المتمدرس محور العملية التعليمية ،و لذلك فمن الضروري تنميته نموا صحيحا ومتكاملا على جميع المستويات البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية.
  • تحسين العملية التربوية وضمان سير الدراسة في أجواء ملائمة منذ بداية الموسم الدراسي إلى نهايته.
  • الإهتمام بالمناهج والمقررات الدراسية وكل الأنشطة التعليمية.
  • توثيق العلاقة بين المدير والعاملين بالمؤسسة ضمانا لسير جيد للدراسة وتحقيقا للأهداف المتوخاة من العملية التعليمية .
  • تنفيذ البرامج والمشاريع التي تم التخطيط لها من قبل الجهات العليا.
  • الإعداد الجيد للإمتحانات التجريبية والجهوية والوطنية والسهر على مرورها في أجواء تطبعها الشفافية والنزاهة.
  • التنسيق مع الجهات المعنية لإعداد الخريطة المدرسية .

3- الجانب الاجتماعي:

لم يعد هدف الإدارة التربوية – التعليمية هو ضمان السير الجيد للدراسة ،وإنما تعدته إلى تحقيق غايات اجتماعية ،أهمها :

  • الإنفتاح على فضاء المجتمع وتوثيق الصلة بينه وبين المدرسة والإسهام في حل مشكلاته.
    • إشراك آباء وأولياء أمور التلاميذ وكل الفئات ذات التأثير في تطوير العملية التربوية.
    • تفعيل دور الأندية داخل المؤسسة لتمكين التلميذ من استثمار إمكانياته الذهنية وإظهار براعته في مجال من  المجالات وتنمية اهتمامه بالمساهمة في خدمة المجتمع.
    • توفير المناخ الفكري والنفسي الذي سيحفز كل العاملين بالمؤسسة  إداريين وأساتذة ومتمدرسين ويبعث في  دخيلتهم الرغبة في العمل والتحصيل .
    • حل المشكلات وتذليل الصعاب على كل العاملين بالمؤسسة وذلك بإشراك الكل في إيجاد الحلول للمشاكل.
    • إعداد قيادات أو ممثـلية عن التلاميذ لتدريبهم على تحمل المسؤولية وإبداء الرأي .
    • استثمار أوقات فراغ التلاميذ لتوجيههم نحو الإهتمام بالخدمات الإجتماعية و البيئية والفنية.
    • الإعداد لأنشطة ثقافية وفنية ورياضية واجتماعية للترويح عن التلاميذ في أوقات الفراغ بتنظيم الرحلات السياحية والإستكشافية لمدن أو مصالح قد تساعد معرفتها في تنمية مدارك التلميذ الذهنية والحسية والمعرفية.
    • تنظيم ورشات لفائدة التلاميذ لتدعيم بعض المفاهيم الأساسية لحقوق الإنسان والديمقراطية والتربية على المواطنة والحداثة.

2- المـرســل إليـه:

                 تتوجه الإدارة بأنظمتها وقراراتها إلى عدة متلقين أهمهم:

أ- المتلقي الأول: المتمدرس : هو المحور الرئيس المستهدف بالتكوين في كل عملية تعليمية. والمتمدرس في التعليم الثانوي بشكل خاص يمر بمرحلة هامة في حياته وذات خصوصيات لا يمكن التغاضي عنها وهي الإنتقال من مرحلة الطفولة إلي مرحلة المراهقة، لهذا فهو لا يحتاج فقط إلى التعلم واكتساب المعارف ، بل أيضا إلى من يهتم به على المستوى السيكولوجي لتفهم أحواله النفسية وليعينه على التخلي عن سلوكاته الطفولية واكتساب وضعية الشخصية المسؤولة اجتماعيا.

ويتأتى هذا عن طريق وعي الإدارة وأيضا الأستاذ بأهمية هذه التحولات لدى التلميذ ومساعدة كل منهما له باستثمار قدراته في الإنتاج الإيجابي وإشراكه في اتخاذ بعض القرارات التي قد تهمه أو تهم زملاءه كتحميله المسؤولية في تمثيلية زملائه في المجالس التأديبية أو مجلس التدبير أو في تنشيط الأندية المختلفة.

ب –المتلقي الثاني: الأستاذ : إذا كان التلميذ هو محور العملية التربوية- التعليمية باعتباره المستهدف الأول والأخير بالمقررات وبالمناهج والأنشطة فإن الأستاذ هو محرك هذا المحور وهو المسؤول ليس على حشو أذهان المتمدرسين بالمعلومات الجاهزة، وإنما تتعدى وظيفته ذلك إلى التهذيب الوجداني والتقويم  السلوكي. ولتحقيق هذه الأهداف فهو مجبر على نسج علاقات تواصلية مع التلميذ ومع الإدارة في المقام الأول والإنصياع لمجموع نظمها وقوانينها . ولإنجاح هذه العلاقات عليه أن يتحلى بجملة من الخصائص التي نوجزها فيما يلي:

  • “جعل مصلحة المتعلمين فوق كل اعتبار
  • وإعطاء المتعلمين المثال والقدوة في المظهر والسلوك و الإجتهاد والفضول الفكري والروح النقدية البناءة.
  • التكوين المستمر والمستديم.
  • التزام الموضوعية والإنصاف في التقويمات والامتحانات ومعاملة الجميع على قدم المساواة”[9]
  • التحلي بالصدق والأمانة في أداء الواجب.
  • تحقيق التواصل الفعال مع التلاميذ وذلك بتشجيعهم على  المشاركة بإبداء الرأي وطرح الأسئلة مما يسهم في إثارة قابليتهم للتعلم .
  • التحلي بالحس الإنساني.

ج – المتلقي الثالث: الأسرة : هي البيئة الطبيعية التي تتعهد الطفل بالتربية والرعاية، لكن دورها لا ينتهي أبدا بدخول الطفل إلى المدرسة، بل يستمر بضرورة تعاونها وتفاعلها المتواصل مع الإدارة والأساتذة على حد سواء. ولهذا السبب نجد كل المنظومات التعليمية تؤكد ولا تزال على ضرورة إشراك الأسرة في العملية التربوية.

وقد حدد بعض العلماء الغربيين في معرض حديثهم عن أهمية العلاقة بين الإدارة والأسرة، مجموعة من الأدوار التي تقوم بها أسرة التلميذ:

  • أن تكون شريكا تربويا؛ أي أن يقوم آباء و أولياء التلاميذ بمراقبة مواظبة أبنائهم على الدروس ومساعدتهم على القيام بالواجبات المدرسية.
  • أن تكون داعما نفسيا لأبنائها وذلك بتفهم مشاكلهم ومساعدة الإدارة على حلها.
  • أن تكون جمهورا؛ أي أن تشارك الأسرة أبناءها الأنشطة الفنية والرياضية والثقافية التي تنظم داخل المؤسسة.
  • أن تكون دائما شريكا فعالا في صنع القرارات التي تهم المؤسسة، ويعد هذا الدور من أرقى الأدوار التي على الأسرة أن تقوم بها، وذلك بمشاركة آباء وأولياء أمور التلاميذ في الاجتماعات التربوية التي تهدف إلى الرفع من جودة العملية التعليمية.

3- المرسلـة:

هي الرسالة أو مضمون السلوك التواصلي المتعدد الأبعاد والمتعدد الوسائل الذي تقوم الإدارة بنقله إلى أحد متلقيها أستاذا كان أم تلميذا أم أسرة. ومن خصائص هذه المرسلة الأسلوب الإداري المحض أي أنها تصاغ بلغة سهلة ودقيقة لا تحتمل التأويل وتكون مستمدة من نصوص منظمة للإدارة أو للجهات الأعلى منها رتبة .

أ- مرسلة الأستاذ:

من بين المواضع التي تشكل رسالة تواصلية تتوجه بها الإدارة إلى الأستاذ على سبيل المثال لا الحصر:

1- موضوع الغياب:

  • الغياب غير المبرر : تتوجه الإدارة في حالة غياب الأستاذ في أوقات عمله بدون مبرر بوثيقة الإستفسار عن سبب هذا الغياب (الوثيقة رقم…) بناء على تقرير يومي (الوثيقة رقم………..) ينجزه الحارس العام المكلف بمراقبة الجناح الذي يعمل الأستاذ بإحدى قاعاته والأستاذ مجبر على أن يجيب على هذا الإستفسار .
  • الغياب بإذن: قد ترخص الإدارة التربوية الخاصة بالمؤسسة التي يعمل بها الأستاذ له بالغياب بعد أن يحصل على موافقة السيد(ة) النائب(ة) على يد السيد المدير.وحين انتهاء مدة غيابه ، عليه أن يعبأ وثيقة استئناف العمل     ( الوثيقة رقم………)
  • الشهادة الطبية : في حالة مرض الأستاذ وتغيبه عن العمل ، عليه أن يدلي بشهادة طبية تثبت عجزه عن العمل لمدة معينة ،ويتسلم في مقابلها إيصالا بإيداع هذه الشهادة. وحين عودته يكون مطالبا كالعادة بعد كل غياب بتعبئة بطاقة استئناف العمل.

2- الخدمات:

 هناك مرسلات أخرى تتعلق بمواضع معينة تسدي الإدارة فيما خدمات محددة إلى الأستاذ كشهادة الأجرة (الوثيقة رقم….) وشهادة العمل (الوثيقة رقم…….) وشهادة مغادرة التراب الوطني (الوثيقة رقم …)

3- الإستدعاءات:

 من الرسائل التي قد توجهها الإدارة إلى الأستاذ لأمر يتعلق بالتلميذ، إشعاره بضرورة الحضور إلى المجلس التأديبي (الوثيقة  رقم……).أو لأمر يتعلق بضرورة مناقشة أمر تربوي كانعقاد مجلس التدبير أو لحضور لقاء تربوي (الوثيقة رقم……) أو المشاركة في دورة تكوينية (الوثيقة رقم ……..) بالإضافة إلى رسائل أخرى قد تتعلق بأوقات الإلتحاق بالأقسام أو بأوقات إنجاز الفروض (الوثيقة رقم……..) وإيداع أوراق تحرير الفروض بالحراسة العامة وكيفية احتساب معدلات المراقبة المستمرة ( الوثيقة رقم………..)

  ب- مرسلة التلميذ:

غالبا ما تصب مواضيع الرسائل الموجهة إلى التلميذ في موضوعات :

  1. المواظبة (الوثيقة رقم………….)
  2. السلوك (الوثيقة رقم……………)
  3. نتائج الإمتحانات الجهوية أو الوطنية (الوثيقة رقم………..)
  4. الشهادة المدرسية.

       وهناك رسائل موسمية تتعلق بمرحلة معينة كالدخول المدرسي وأهم هذه الرسائل التي توجهها الإدارة إلى كل التلاميذ:

  •    بطاقة التسجيل
  • تحصيل رسوم واجب التسجيل والتأمين المدرسي وواجب الجمعية الرياضية والمدرسية (الوثيقة رقم……)
  • جدول الحصص وأسماء الأساتذة.
  • القانون الداخلي للمؤسسة.
  • طلب التكرار الخاص بالسنة الأولى من سلك الباكالوريا.
  • بطاقة إعادة التوجيه.
  • استعطاف بالتثليث بإحدى المستويات.

ج- مرسلة الأسرة:

يتمحور موضوع التواصل الإداري مع الأسرة في الغالب حول الإشعار بتغيب التلميذ عن الدراسة أو ارتكابه لإحدى المخالفات السلوكية (شغب، فوضى، تخريب، عدم إحضاره لبعض لوازمه المدرسية ) (الوثيقة رقم ………….)

أو التزام الأسرة بتحمل كامل المسؤولية حين تعرض ابنها إلى مشكل صحي ما (حالة إغماء، كسر، جرح ……….)

(الوثيقة رقم ……………) أو بالتزام باتخاذ جميع الإجراءات القانونية في حق ابنها إذا ما أخل بالنظام الداخلي للمؤسسة ( الوثيقة رقم ……………….)

4 – القناة التواصلية:

وهي القناة التي تنتقل عبرها المعلومات الإدارية إلى الأستاذ، و توجد عدة قنوات يتحقق بها التواصل بين الإدارة والأستاذ، أهمها:

           أ- التواصل الكتابي: يتحقق هذا النوع التواصلي عن طريق الوسائل المكتوبة مثل الإستدعاءات والوثائق المتعلقة بالأستاذ ، و أهمها على الإطلاق  المذكرات التي يتم تبليغها إلى الأستاذ عن طريق تمريرها عبر العون الذي يشتغل بالمؤسسة مع لائحة للتوقيع على الإطلاع عليها وأحيانا يتم إلصاقها على لوحة الإعلانات الموجودة بقاعة الأساتذة. وما يميز هذا الأسلوب التواصلي هو أنه عبارة عن مستندات مادية مكتوبة يمكن الاحتفاظ بها والعودة إليها عند الحاجة ، كما أنها محمية من التحريف والتأويل ، لكن ما يعاب عليها هو بطء وصول المعلومة التي تشكل موضوعها إلى الأستاذ ولا تنتشر إلا في نطاق ضيق وعند الضرورة القصوى تنسخ بحسب عدد الأساتذة مما يجعلها مكلفة ماديا.

           ب- التواصل الشفهي: يعتمد على المقابلة الشخصية بين المدير والأساتذة.ويظهر هذا الأسلوب بوضوح في الاجتماعات الخاصة والمجالس التعليمية التي يحضرها في الغالب المدير وأستاذ ممثل عن كل مادة دراسية، ويمتاز هذا الأسلوب التواصلي بسرعة وصول المعلومة و يمكن إبداء الرأي أو تقديم مقترح حولها بشكل يجعل الأستاذ ليس فقط متلقيا سلبيا وإنما أيضا شريكا إيجابيا في صنع المعلومة أو في تغييرها.

           ج- اللقاءات الشخصية: هي عبارة عن محادثات تجري بين المدير والأستاذ في الغالب داخل مكتب المدير، أهم ما يميزها قصر مدتها وفيها ضمان لأكبر قدر من السرية؛ كأن يتوجه المدير إلى الأستاذ مباشرة ويبلغه بمعلومة محددة تكون عبارة عن توجيهات أو تعليمات على الأستاذ الإلتزام بها.

ويبقى نصيب الأسد في جميع هذه القنوات التواصلية للتواصل الشفهي، فالإدارة كثيرا ما تلجأ إليه وذلك لسرعة وصول المعلومة ويمكن التوجه بها إلى أكثر من متلقي.

             د- الهاتف النقال: يعتمد عليه المدير كثيرا في استدعاء الأستاذ أو تبليغه معلومة عاجلة لا يمكن الانتظار عليها.

    المبحث الثالث: التواصل الإداري بين الواقع والمأمول.

ورقة تقنية عن ثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية ميدان الدراسة

الاسم:  ثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية

النيابة:  مولاي رشيد – سيدي عثمان

البلدة:  الدار البيضاء

الرمز:  01/S/30/0/79

عدد الإداريين:  21 إداريا

عدد الأساتذة:  106

عدد الأعوان: 03 أعوان

عدد المحضرين:  4 محضرين

عدد القاعات:  42 قاعة موزعة على أربعة أجنحة

عدد الملاعب الرياضية:  7 ملاعب:

  • – ملعبان خاصان بالكرة الطائرة
  • –         ملعبا ن خاصان بكرة السلة
  • –         ملعب خاص بكرة اليد و كرة القدم المصغرة
  • –         ملعب خاص برمي الكرة الحديدية
  • –         ملعب خاص بالقفز الطولي و السباق السريع أو الطويل

عدد المستودعات الرياضية:  اثنان، واحد خاص بالأساتذة و آخر بالتلاميذ

عدد المختبرات: 3  مختبرات:

  •  – واحد خاص بعلوم الإحياء و الأرض
  • –         واحد خاص بالعلوم الفيزيائية
  • –         واحد خاص بالإعلاميات

مكتبة صغيرة

مسجد

البنية التربوية للمؤسسة

1- نموذج استمارة البحث الميداني

الموضوع: التواصل الإداري بالمؤسسة التعليمية العمومية: ثانوية مولاي إسماعيل نموذجا.

2- تـفـريـــغ الاسـتــمـــارة:

1-موضوع الدراسة: التواصل الإداري بالمؤسسة التعليمية – ثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية نموذجا.

2- عينة الدراسة: 50 أستاذا ذكورا وإناثا يمتهنون التدريس بثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية، وقد تم اختيارهم بالطريقة العشوائية وتم توزيع الاستبيان الخاص بالدراسة عليهم جميعا، توصلنا منها باثنين وأربعين استمارة، ليصبح عدد الاستمارات التي تم تفريغها 42 استمارة.

3- منهج الدراسة: استندنا في مقاربتنا هذه على المنهج الإحصائي.

4- أداة الدراسة: الاستبيان لأنه أداة رئيسية في جمع المعلومات الميدانية وقد حاولنا تصميم الاستمارة بشكل يتوافق مع أهداف وفرضيات المقاربة، وكانت تتألف من اثني عشر سؤالا وتم تفريغها كلها يدويا.

السؤال الأول :

ما هي الوسائل التي تعتمدها إدارة المؤسسة للتواصل معكم؟

من خلال القرص البياني يتبين أن الإدارة تعتمد كثيرا على المذكرات والإعلانات أي على  الوثائق المكتوبة في تواصلها مع الأساتذة في حين أن المقابلات الشفوية المباشرة هي شبه غائبة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غياب البعد الإنساني في هذه العلاقة وأن التواصل المباشر لا يمكن أن تحل محله الوثائق المكتوبة.

السؤال الثاني:

هل المعلومات تصل إليكم في الوقت المناسب أم متأخرة؟

          كان  شبه إجماع من طرف الأساتذة، كما يوضح ذلك المبيان، على أن المعلومات الإدارية تصل متأخرة مما يجعل التواصل معاقا والاستفادة من  التوجيهات أو من فحوى المذكرات والاجتماعات تكون ضعيفة.

السؤال الثالث:

هل أنتم راضون عن سبل تواصل الإدارة معكم؟

           أجاب خمسة وثلاثون أستاذا عن عدم رضاه عن الوسائل التي تتواصل بها الإدارة معهم، في حين أبان البعض الآخر عن رضى متوسط، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على ضرورة تغيير الإدارة لأساليبها التواصلية والبحث عن أشكال أخرى تكون لها الفعالية العالية وتكسب بها رضى الذين تتعامل معهم.

السؤال الرابع:

كيف تقيمون الخدمات التي تقدمها الإدارة للأستاذ؟

  أكد غالبية الأساتذة (76%) بأن المستوى الخدماتي للإدارة متدني، بينما قال عنه البعض الآخر (24%) أنه متوسط، وهذا يؤكد أن على الإدارة أن تحسن من مستوى آدائها.

السؤال الخامس:

  هل وتيرة الخدمات المقدمة للأستاذ: سريعة، متوسطة السرعة أم بطيئة؟

       أجاب 86% بأن وتيرة الخدمات الإدارية بطيئة، بينما أجاب 14% بأنها متوسطة السرعة، وهذا يؤكد وجود البيروقراطية حتى في  الفضاء التربوي التعليمي الذي من المتفرض فيه أن يحاربها لا أن يكرسها.

السؤال السادس:

ما هي الخدمات التي تنتظرون أن تقدمها الإدارة لكم؟

  اقترح السادة الأساتذة مجموعة من الخدمات التي يتعلق بعضها بالجانب التواصلي والبعض الآخر بتسيير مهمتهم التربوية، وأهمها:

  • ضرورة خلق التواصل المباشر.
    • خلق لجنة تواصلية تكون مهمتها ربط الاتصال بين الأساتذة والإدارة.
    • أن يكون التواصل أفقيا، أي التواصل الذي يجعل من الإدارة والأساتذة في نفس الدرجة وأن يتشارك الطرفان في صنع القرارات المتعلقة بالعملية التربوية- التعليمية.
    • على  الإدارة تسريع وتيرة خدماتها لأن إبطاءها يفوت أحيانا الفرصة على الأساتذة للاستفادة من بعض الأمور التي يكون لها تأثير على مسار حياتهم المهنية كالإعلان عن تاريخ المباريات المهنية  أو المسابقات الثقافية  الوطنية و الدولية.
    • أن توفر الإدارة الشروط اللازمة لممارسة الأساتذة لمهامهم في ظروف جيدة كنظافة القاعات وتجهيزها بالكراسي والإنارة وزجاج النوافذ والمكاتب وغيرها.
    • استحضار البعد الإنساني في التواصل مع الأساتذة وتفهم مشاكلهم وظروفهم الطارئة.

السؤال السابع:

حينما يصدر عنكم خطأ مهني ، كيف تتصرف الإدارة حيالكم؟

          أكد 89% من الأساتذة أن الإدارة تميل أكثر إلى الزجر بدل التنبيه الشفوي أو التغاضي عن الخطأ، في حين أكد 7% بأنها تلجأ إلى التنبيه وامتنع 4% عن الجواب عن هذا السؤال.

السؤال الثامن:

هل القرارات التي تصدر عن الإدارة في القضايا المرتبطة بعملكم صائبة أم تعسفية؟

        أجابت نسبة هامة 64% بأن القرارات الإدارية صائبة، في حين أكد 26% أنها تعسفية، بينما لم يجب 10% عن السؤال.

السؤال التاسع:

هل الإدارة منفتحة على الأساتذة؟

       يوضح المبيان أن 61% من الأساتذة يرون أن الإدارة منغلقة على نفسها، بينما ذهب 28% إلى أنها إلى حد ما منفتحة، وأكد 11% على أنها منفتحة.

السؤال العاشر:

في نظركم ما هي معيقات التواصل التي تعاني منها الإدارة في علاقتها بالأساتذة؟

       أكدت الأغلبية الساحقة (72%) من الأساتذة على أن التواصل مع الإدارة ليس معاقا وإنما مفقود في العملية التربوية – التعليمية بين المدير وكل العاملين معه و مرد ذلك يعود إلى:

  • الفهم الخاطئ لمفهوم الإدارة.
  • افتقاد المدير لمهارات مهنية كحسن تدبير المؤسسة ومهارات إنسانية كحسن الحوار والإصغاء والتسامح والديمقراطية وتفهم الآخر.

السؤال الحادي عشر:

ما هي الحلول التي تقترحونها لتحقيق تواصل فعال بينكم وبين الإدارة؟

          تقدم لنا الأساتذة بمجموعة من الحلول التي قد تضمن التواصل الفعال بينهم وبين الإدارة، نوجزها في ما يلي:

  • على المدير أن يتسم بمهارات التواصل الفاعل، والقدرة على بناء علاقات جيدة مع الموظفين من خلال إتباع أسلوب إداري مرن يراعي السمات الشخصية لكل أستاذ.
  • على الإدارة أن تنهج سياسة القرب من موظفيها وذلك بخلق علاقات إنسانية يطبعها التفاهم والتقدير والاحترام المتبادل.
  • على الجهات المعنية أن تركز على تطوير مهارات المديرين وتوظيف المرشحين المناسبين للعمل الإداري.
  • لخلق تواصل فعال بين الأساتذة والإدارة، يجب التركيز على أدوات التراسل الفوري ووسائل الاتصال الشخصي و المباشر لتقليص المسافات بين الطرفين.
  • إدراج التواصل كمادة أساسية في برامج تكوين الأطر الإدارية.
  • عقد الاجتماعات الدورية بين الإدارة والأساتذة، فهي تعتبر صورة هامة من صور الاتصال الشخصي والتواصل المباشر بين الطرفين لشرح بعض الأمور العالقة في سياسة الإدارة أو في خططها المستقبلية لحل ما قد يكون مشكلا في بدايته وبهذا الشكل تعطى الفرصة للجميع للتعبير عن آرائه.          
  • نهج سياسة الباب المفتوح والمقصود به حسن الإصغاء إلى الأستاذ وتفهم مواقفه.
  • خلق فضاءات للتواصل خارج نطاق العمل كالقيام بحفلات شاي أو حفلات موسيقية أو مباريات رياضية بين فريق للأساتذة وفريق إداري أو خرجات وكل الأشكال التواصلية التي تقرب الإدارة من موظفيها.

خاتمة:

      إن  التواصل الإداري في فضاء المؤسسة التربوية التعليمية العمومية وكما سبق أن أشرنا إلى ذلك، يقتضي النظر إلى عملية التواصل في شكلها الشمولي. والتواصل الحقيقي هو عملية متعددة الأبعاد؛ إنه أولا تواصل مع الذات و يرتقي في درجته ليصبح تواصلا مباشرا مع الآخر فردا أو جماعة.

و لكي يكون التواصل الإداري-التربوي قائما بشكل ايجابي و ناجحا، فلابد له من شروط لكي يتحقق وإلا كان سلبيا ويعكس صورة قاتمة عن الإدارة و المدير كما هو الحال بثانوية مولاي إسماعيل التأهيلية. وأهم هذه الشروط:

  • على الإدارة في علاقتا بالأساتذة أن تقلل من الدور الرابي و تعزز المساندة و القدوة و النمذجة.
  • التنمية المهنية المستدامة و ذلك عن طريق التقويم المستمر لأداء المهني خاصة للمديرين.
  • ضرورة امتلاك المدير لمهارة التواصل الفعال.
  • الإدارة الديمقراطية هي أسلوب تشاركي لجميع الأطراف في إبداء الرأي و اقتراح الخطط و اتخاذ القرارات.
  • على الإدارة أن تنطلق من مبادئ و قيم مشتركة بينها وبين الأساتذة.
  • على الإدارة أن تعمل على بناء الثقة و الإلتزام لدى الأساتذة.
  • على الإدارة أن تقوم على الجانب الإنساني أكثر من الجانب النظامي، فالإدارة الحقة لا تعني مديرا يطبق النظام والتعليمات الرسمية  بحذافيرها دون ليونة في العمل.
  • يجب أن يتغير مفهوم الإدارة الكلاسيكي الذي يجعل المدير في قمة الهرم ويكون الآمر و الناهي لكل العاملين معه.
  • أن تكون للمدير قدرة تحكم مرنة و أن تكون لديه القدرة العالية في مجال العلاقات الإنسانية.

ذة. الزوهرة الجهاد / المغرب

Zohra Eljihad / Maroc


1- ابن منظور، لسان العرب، الجزء الثاني، مادة وصل، ص 870                                                                                               

2 – مجلة فكر ونقد : ملف التواصل، العدد 36 (2001)، ص 73.

3- مفهوم التواصل: النماذج و المنظورات، جميل حمداوي، عن موقع بوابة المغرب. http://marocsite.com/ar/modules/news    

4- الأصوات في اللغة العربية، حامد هلال عبد الغفار، ط، 3 (1992) ،ص 18

5-   نفس المصدر، ص 18                                                                     

6- La Communication orale : R. Charles, C. Williame . Ed  Nathan (1988)  P .6

7 –  Savoir Communiquer avec les autres, Burschardt Yolonde. Ed. De Vecchi (2000),  P. 26. 

8 – مجلة صدى من التضامن.العدد الثالث ، صيف 1999-ص 8

9 – الميثاق الوطني للتربية والتكوين ص 13.