تتلاقى الأرواح…
في النوم
في الحلم
في الظلام
تنير رقعة المكان…
بصفرة متدرجة غريبة
كأنها شفق حل قبل الأوان
تتعانق عناقا غير مألوف
مطأطئة للرؤوس
متعطشة للأنس
مشتاقة لدنيا الأمس
تمد أذرعها مشيرة إلى الثرى
وإلى ما تحت الأقدام
تبحث عن أثر مفقود
بات فاقدا لرهبة الموت…
ولنكهة الحنين
أجوافها فارغة من جوهر الحياة
أمست ماضيا رهيبا…
للغد، وللقادم البعيد
تريد أن تصارع الزمان
أن تعود به، وبسالف عهده…
إلى كيفما كان
فهي لم تكن تعلم…
أن أرواحها كانت ميتة من الأساس
قبل موتها
وبعد ولادتها
وخلال أعمارها…
لم تعش تجربة الإحساس
استرخت لوهلة
فأرخت أياديها إلى حد امتدادها
طالبة المصافحة والصفح
كي تهدأ وتستريح
كي تظفر للحظة براحة الأجساد
كي تتخلص من شر النحس
لتبدأ حياة مستبدلة
وتتنفس أطيب الأنفاس
فقد غدرها الحال
وتلاعبت بها الأحوال
ألهاها المتاع…
وما كانت تسميه الكمال
فمالت كل الميل
سارت على مسارهما…
لتحقيقهما
معتقدة أبديتها، وأبديتهما
وأن الكل لن ينقضي…
ولن يطاله الزوال.
ذ. عبد الرحيم المعيتيق / المغرب
