اكتشفت جغرافية المكان / بقلم: ذ. نور الدين برحمة / المغرب


اكتشفت جغرافية
المكان
حين
استحال التاريخ
لأحلام

يا لشغب الوجود.

أعمى يقودني
إلى فراشة
بكل الألوان
أداعبها
وهي تحترق
وتقول:
يوم كنت الحقل
كانت يدك للريح
وكانت شجرة اللوز
تنثر بياضها
على المكان…

عصفور أنت
وموسم الهجرة
كله… بعضه من
أبواب
ونوافذ

وأنت هنا تغزل الأمل
وتمشط شعر دمية
من قصب…

على هامش لغتك
المسمارية
يفتح الليل أبوابه
على ليلك الزمردي
وتنام
ولا تنام

عين على الباب
وعين على سقف
حجرتك
من شقوقها
ينبثق فجرك
تكتب من هوسك
بالحرف
قصيدة من نار
قصيدة من ماء

كم أتعبك ذلك اليوم
الذي كنت فيه الانتظار
محطة
قطار
كرسي اسمنتي
عمود مصباح
نوره خافت كشمعتك
التي كانت تغري
فراشتك بالنور
حدود الاحتراق…

لا تحترق
فقط تحترق
من صمتك
من غربة مكانك
من شهقة ضوء
يسرق الليل من عينيك…
ولا تنام
ولا ترحل
فقط أنت هنا المكان
الذي ليس كالمكان…

ذ. نور الدين برحمة / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *