تقديم
المحاور الأساسية
I. تعريف الأنثروبولوجيا.
II. الأسس التاريخية للأنثروبولوجيا: النشأة و التطور
III. أهداف علم الأنثروبولوجيا
IV. أنواع الأنثروبولوجيا
خاتمة
تقديم:
الأنثروبولوجيا علم ظهر في القرن الثامن عشر إلا أن هذا الظهور كان باهتا في الأوساط العلمية، ذلك لأنها لم تقو على التشكل كعلم مستقل و قائم بذاته بسبب قلة إمكانياتها و عدم كفاية مستلزماتها. كما أن تشابهها مع علم الاجتماع إلى الحد الذي لم يقو معه الباحثون في تلك الفترة على التمييز بينهما كعلمين منفصلين عن بعضهما البعض، أدى إلى عدم الاهتمام بها كباقي العلوم الأخرى. إلا أن ظهور مجموعة من العباقرة في القرن العشرين أمثال البروفيسور آدم كوبر و رادكليف بروان و إميل دوركهايم و غيرهم أخرج الأنثروبولوجيا إلى النور فبدأ المثقفون و الباحثون في العلوم الاجتماعية يهتمون بها فطرأت عليها تغييرات جوهرية من حيث الموضوع و من حيث المنهج، فتخلت عن المنهج النظري لتأخذ بالمنهج التطبيقي في دراسة الظواهر الإنسانية و رسمت لنفسها حدود التأثر و التأثير بينها و بين منظومة العلوم الاجتماعية و الإنسانية الأخرى.
I. تعريف الأنثروبولوجيا:
أ- لغة: يعود مصطلح أنثروبولوجيا في أصله إلى الكلمتين اليونانيتين أنثروبوس Anthropos و معناه الإنسان و كلمة لوغوس Logos و معناه علم و بهذا يصبح معنى الأنثروبولوجيا من حيث اللفظ هو علم الإنسان أي العلم الذي يدرس الإنسان.
ب- إصطلاحا: تعددت التعريفات التي أسندت إلى الأنثروبولوجيا كمفهوم عام، أهمها:
1- تعريف أحمد أبو هلال عالم الاجتماع الأردني: “الأنثروبولوجيا هي العلم الذي يدرس الإنسان من حيث هو كائن عضوي حي، يعيش في مجتمع تسوده نظم و أنشطة اجتماعية في ظل ثقافة معينة… و هو العلم الذي يدرس الحياة البدائية و الحياة الحديثة المعاصرة، و يحاول التنبؤ بمستقبل الإنسان.” [1]
2- و يعرف الدكتور شاكر مصطفى سليم الأنثروبولوجيا بأنها ” علم دراسة الإنسان طبيعيا و اجتماعيا و حضاريا”، [2] أي أن الأنثروبولوجيا لا تدرس الإنسان ككائن وحيد و منعزل عن أبناء جنسه، و إنما تدرسه بوضعه كائنا اجتماعيا بطبعه يحيا في مجتمع معين له خصائصه التي تميزه و في زمان و مكان معينين.
و بهذا المعني تكون الأنثروبولوجيا الإثنوغرافية عند الدكتور شاكر مصطفى سليم علما شاملا يجمع بين أبعاد مختلفة: بيوفيزيائية و اجتماعية وثقافية.
3- تعريف الباحثة الأمريكية مارغريت ميد Margaret Mead تقول الباحثة: “نحن نصف الخصائص الإنسانية و البيولوجية و الثقافية المحلية كأنساق مترابطة و متغيرة و ذلك عن طريق نماذج و مقاييس ومناهج متطورة، كما نهتم بوصف و تحليل النظم الاجتماعية و التكنولوجيا، و نعنى أيضا ببحث الإدراك العقلي للإنسان وابتكاراته و معتقداته و وسائل اتصاله.” [3]
كما نعرف اهتمت كثير من العلوم بدراسة الإنسان و ارتباطه بالعديد من الظواهر، إلا أن الأنثروبولوجيا تعتبر منهجا يهدف إلى تجميع المعرفة بالإنسان من كافة الجوانب و ذلك من أجل تقديم تصور كامل و مترابط عن هذا الإنسان و نتاجه الحضاري في الماضي و الحاضر لاكتساب القدرة على قراءة المستقبل.
II. الأسس التاريخية للأنثروبولوجيا: النشأة و التطور
اختلفت الدراسات التي أنجزت حول البدايات الأولى لعلم الأنثروبولوجيا، فهناك من يقول عنه أنه علم حديث لا يتجاوز عمره قرنا و ربع القرن إذا ما قيس بعلوم أخرى كالفلسفة و علم الفلك بدليل أن الجامعات لم تبدأ بتدريس الأنثروبولوجيا إلا حديثا جدا، حيث عين أول أستاذ لها و هو الدكتور ادوارد تايلر Edouard Taylor عام 1884 و الأستاذ هايدن وايت Hayden White في جامعة كمبريدج عام 1900م، و هناك البعض الآخر الذي يعده من أقدم العلوم البشرية و أنه بدأ مع أقدم تأملات الإنسان حول كل الظواهر المحيطة به. و قسموا ظهور هذا العلم إلى مراحل تاريخية أهمها:
1- عند الإغريقيين: أكد المؤرخون للأنثروبولوجيا أن المؤرخ الإغريقي هيرودوتس Herodotus كان يلقب ب “أب الأنثروبولوجيا” كما هو أب التاريخ؛ و ذلك لأنه قدم دراسة وصفية مسهبة في التكوين الجسمي لأقوام قديمة كالسيثيين و قدماء مصر و غيرهم من الشعوب القديمة، فصور أخلاقهم و درس عاداتهم و ملامحهم الجسمية و أصولهم السلالية. و أكدت دراسات أخرى أن هذا العلم ظهر عند البابليين قبل هيرودوتس بزمن طويل حين جمعوا ماتركه السومريون من أدوات منزلية و مخلفات وعرضوها في متاحف خاصة.
2- عند الصينيين القدماء: يعتقد بعض المؤرخين الأنثروبولوجيين أن الصينيين القدماء بالرغم من تقديرهم للحضارة الرومانية، فإنهم كانوا يعتقدون أنها لا تنافس حضارتهم العظيمة، و أنهم أفضل الخلق و لا وجود لأية حضارة خارج جنسهم .و الدليل على هذا الاتجاه العنصري للصينيين بناء أحد ملوكهم لسور الصين العظيم كي لا تطأ أرضهم أقدام الآخرين و لذلك لم يعبأوا بالثقافات الأخرى خارج حدودهم إلا بعض الفلاسفة منهم الذين اهتموا بالأخلاق و بشؤون المجتمعات البشرية الأخرى، فقط من أجل تحديد طرق التعامل الجيدة و الكفيلة بإغناء الحضارة الصينية و التراث الثقافي لمجتمعه.
3- عند أوربا العصور الوسطى: تجدر الإشارة إلى أن التفكير العقلاني في هذه المرحلة قد تدهور كثيرا و ساد الفكر الديني المسيحي الذي يدين كل فكر يخالفه. و في هذه المرحلة ظهرت محاولات عدة للكتابة عن بعض الشعوب ؛إلا أنها اتسمت بالوصف التخيلي بعيدا عن الدراسة المباشرة و الواقعية لتلك الشعوب. و مثال ذلك ما قام به الأسقف إسيدور Isidore الذي أعد موسوعة عن المعرفة و أشار فيها إلى تقاليد بعض الشعوب المجاورة و عاداتها، لكن دراسته كانت سطحية و مبنية على رؤية شخصية غير علمية فيها الازدراء و الاحتقار لتلك الشعوب. و من بين ما جاء به أن قرب الشعوب من أوربا أو بعدها عنها يحدد درجة تقدمها فكلما كانت المسافة قريبة تحقق بعض التقدم و كلما بعدت عاشت الشعوب في انحطاط حضاري. كما وصف بعض الناس الذين يعيشون في مناطق نائية بأنهم غريبو الخلقة و من سلالات غريبة حيث تبدو وجوههم مجدوعة الأنف. و قد ظلت هذه الأفكار سائدة إلى غاية القرن الثالث عشر الميلادي.
4- عند العرب في العصور الوسطى: مع بداية انتشار الإسلام بدأت بوادر الحضارة العربية الإسلامية بالتشكل و الازدهار فتضمنت الآداب و الأخلاق و الفلسفة و المنطق و اقتضت الاهتمام بدراسة أحوال الناس في بلاد الفتوحات و سبل إدارتها و حكمها، فبرز العرب في وضع المعاجم الجغرافية كمعجم “البلدان” ل ياقوت الحموي و في إنجاز الموسوعات الكبيرة مثل “مسالك الأنصار” ل ابن فضل الله العمري و غيرها من الدراسات ذات المنهج الأنثروبولوجي في دراسة الشعوب و الثقافات. كما كانت لرحلات ابن بطوطة أثر كبير في تشكل علم الأنثروبولوجيا خاصة و أن كتاباته تعنى بالناس و بوصف حياتهم اليومية و طابع شخصياتهم و أنماط سلوكهم و تقاليدهم. أما ابن خلدون فقد نال شهرة واسعة بسبب مقدمته التي يسجل فيها الحياة الاجتماعية لشعوب شمال إفريقيا و لاسيما العادات و التقاليد و العلاقات الاجتماعية التي تميزها.
5- الأنثروبولوجيا في عصر النهضة الأوربية: يسمى عصر النهضة أيضا باسم عصر التنوير الذي عرفت فيه أوربا تغييرات جذرية على جميع المستويات و خاصة المعرفية، حيث انكب الأوربيون على دراسة العلوم و المعارف الإغريقية و العربية بشكل انتقائي. و واكبت هذه الدراسات الاستكشافات الجغرافية و الانتقال من المنهج الفلسفي إلى المنهج العلمي التجريبي في دراسة الظواهر الطبيعية و الاجتماعية. كل هذه العوامل أسهمت في بلورة علم الأنثروبولوجيا في نهاية القرن 19 م كعلم يدرس تطور الحضارة البشرية في إطارها العام و عبر التاريخ الإنساني. فتم الاهتمام بثقافات الشعوب الأخرى و حضاراتها في أوربا و خارجها من أجل مقارنتها و التعرف على أساليب حياة هذه الشعوب و ترتيبها حسب مراحل تطورها. و بهذا الشكل جاء تمرد الفلاسفة الأوربيين على الفكر اللاهوتي الذي ساد في العصور الوسطى لأنه “أعاق فضول العقل البشري عن معرفة أصول الأشياء و مصادرها و صفات الإنسان الجسدية و الأخلاقية.” [4]
III. أهداف علم الأنثروبولوجيا:
تحقق الأنثروبولوجيا كعلم مجموعة من الأهداف و هي كالتالي:
1- الوصف الدقيق لمظاهر الحياة البشرية و الحضارية ؛ و ذلك عن طريق معايشة العالم الأنثروبولوجي للظاهرة المدروسة عن قرب.
2- تصنيف مظاهر الحياة البشرية و الحضارية بعد دراستها وفق التطور الحضاري العام للإنسان: بدائي، زراعي، صناعي، معرفي، تكنولوجي.
3- تحديد مظاهر التغيير الذي يحدث للإنسان و أسبابه و ذلك بالعودة إلى التراث الإنساني و ربطه بالحاضر من خلال دراسة مقارنة.
4- استنتاج المؤشرات و التوقعات المحتملة في الظواهر الإنسانية التي تتم دراستها و التنبؤ بمستقبل الجماعات البشرية التي كانت موضوع الدراسة.
IV. أنواع الأنثروبولوجيا:
قبل النصف الثاني من القرن العشرين لم تعرف الأنثروبولوجيا تقسيمات و فروع، لكن مع انطلاقة الستينات من القرن العشرين حيث أخذت تتبلور مبادؤها و مناهجها، تمت بعض المحاولات لتصنيفها، وظهرت تصنيفات عديدة استند بعضها إلى طبيعة الدراسة و منطلقاتها، بينما استند بعضها الآخر إلى أهدافها. و أهم هذه التصنيفات:
1- الأنثروبولوجيا الطبيعية L’anthropologie physique: يهتم هذا العلم بدراسة شكل الإنسان من حيث سماته العضوية و مختلف التغيرات التي تظهر عليه بفعل الجينات الوراثية. كما يبحث في تطور السلالات الإنسانية من حيث الأنواع البشرية و خصائصها بمعزل عن ثقافتها. و يمكن إجمال دراسة هذا العلم في النقط التالية:
• دراسة التاريخ التطوري للنوع الإنساني و تفسير التغيرات التي كانت السبب في انحراف هذا النوع الإنساني عن الصفات التي كان يشترك فيها مع الحيوان.
• دراسة و تفسير التغيرات البيولوجية عند الأحياء من الجنس البشري و ربطها بالسلوك و الثقافة.
• دراسة متخصصة للإنسان في علاقته مع بيئته و تطوره و سلوكه الجماعي.
و يعد الباحث الألماني يوهان فريدريك بلومين باخ Johann Friederich Blumenbach المؤسس الأول للأنثروبولوجيا الطبيعية، حيث كان من الرواد في دراسة الجماجم البشرية. كما قسم الجنس البشري إلى خمسة سلالات هي: سلالة القوقاز والمغول والإثيوبيين و الأمريكيين و الملاويين.
2- الأنثروبولوجيا الإجتماعية L’anthropologie sociale: يصف الدكتور إيفانس بريتشارد E.Evans Pritchard أحد رواد الأنثروبولوجيا الاجتماعية الإنجليز هذا العلم قائلا بأنها: “تدرس السلوك الاجتماعي الذي يتخذ في العادة شكل نظم اجتماعية كالعائلة و نسق القرابة و التنظيم السياسي و الإجراءات القانونية و العبادات الدينية. كما يدرس العلاقة بين هذه النظم سواء في المجتمعات المعاصرة أو في المجتمعات التاريخية التي يوجد لدينا عنها معلومات مناسبة من هذا النوع و يمكن معا القيام بمثل هذه الدراسات.” [5]
بهذا تهتم الأنثروبولوجيا الإجتماعية بتحليل البناء الاجتماعي للمجتمعات الإنسانية و خاصة المجتمعات البدائية التي يظهر فيها تكامل و وحدة البناء الاجتماعي و تحديد الترابط و التأثير المترابط بين النظم الاجتماعية و الذي يضمن لشعوبها البقاء و الاستمرار.
3- الأنثروبولوجيا الثقافية-الفنية L’anthropologie culturelle-artistique: هي العلم الذي يدرس الإنسان من حيث هو عضو في مجتمع له ثقافة معينة. و على هذا الإنسان أن يمارس سلوكا يتماشي مع سلوك الجماعة التي يعيش وسطها و أن يتحلى بقيمها و عاداتها و يدين بنظامها و يتحدث بلغتها. و على هذا الأساس فالأنثروبولوجيا الثقافية تهتم بدراسة الثقافة عند الجماعات الإنسانية و بدراسة أساليب حياة الإنسان و سلوكاته النابعة من ثقافته كما تدرس الشعوب القديمة و المعاصرة. و يحدد بيلز Bielz مجال الأنثروبولوجيا الثقافية في:
” فهم الظاهرة الثقافية و تحديد عناصرها. كما تهدف إلى دراسة عمليات التغيير الثقافي و التمازج الثقافي و تحديد الخصائص المتشابهة بين الثقافات، و تفسر بالتالي المراحل التطورية لثقافة معينة في مجتمع معين.” [6]
و تشمل هذه الدراسات الثقافية كل المنازل و الأدوات المنزلية و كل المنتجات المادية لثقافة من الثقافات. كما تدرس العناصر الثقافية غير المادية. بما في ذلك الموسيقى و المعتقدات الدينية و الرموز و القيم و القانون و الأخلاق.
و قد اتسع مفهوم الثقافة ليشمل الفنون و الآداب و كل العلوم و العادات. و يعد الفن أحد المصادر الثقافية في المجتمع و هو يسهم في زيادة معارفنا عن العلم و الإنسان.
و قد نظرت الأنثروبولوجيا الفنية إلى المنتجات الفنية على أنها تحدد العلاقة بين حياة الإنسان و ما يحيط به و على أن الفن هو حصيلة خيال الإنسان و ذكائه و بقدر ما كان الارتباط وثيقا بين الإنسان و الطبيعة و أيضا المجتمع كلما تحقق لهذا المجتمع التماسك الثقافي.
كما ان مبدأ إمكانية فهم الفن في المجتمعات البشرية على أنه انعكاس لثقافة معينة، هو أساس يمكن الأخذ به. فالثقافة هي نسق معقد من الرموز التي تهتم الأنثروبولوجيا بدراستها نظرا لتفرد الإنسان بالسلوك الرمزي و قدرته على استعمال الرموز . و لهذا نجد الأنثروبولوجيا الثقافية و الفنية انكبت على دراسة الفنون المصرية القديمة و الفنون الصينية و الفارسية و ما ارتبط بها من ألغاز و أساطير تشمل المعرفة و العقيدة و الفنون و الأخلاق. نفس الشيء يقال عن الخصائص الثقافية للمجتمعات الإسلامية التي كانت لها أهمية قصوى في تشكيل جمالية الفن الذي نشأ في أحضانها، حيث لم يكن الفن في العصر الإسلامي منعزلا عن الحياة و إنما كان منصهرا معها و يتفاعل مع كل عناصرها الثقافية مما أكسبه صبغة الإنسانية.
كما أن الأنثروبولوجيا تناولت الفن في القرن 19 م بمفهوم جديد يعيد الوحدة المفقودة بين الفرد و الجماعة بهدف تحقيق الاندماج بينهما ليجد المجتمع و شعوبه في الفن بمختلف تجلياته. الفلكلور و الحلي و التمائم الشعبية و ما تحمله من رموز قوة إبداعية و نقلا للقيم و إمكانات تعبيرية هائلة تكشف الأنثروبولوجيا عنها. و يعثر الدارسون على دليل لأثر الأساطير و الحكايات الشعبية التي ظلت تتناقل عبر العصور في أشكال الزينة و في فنون الوشم و في صناعة الفخار و صناعة عرائس الحلوى و في الرسم.
فالفن في كل المجتمعات يرتبط بوجدان الناس، بآلامهم و أفراحهم كما في الفن القبطي الشعبي. و ظل الفن حاضرا في كل الحرف و الصناعات اليدوية المصرية.
و يلخص الدكتور و الفنان المصري محسن عطية في كتابه “الفن و الحياة الاجتماعية” [7] وظيفة الأنثروبولوجيا و أهدافها في العناصر التالية:
• الكشف عن التطور الثقافي و دراسة الفن في العصور البدائية و في العصر الحديث. فرسوم الكهوف و الأدوات الحجرية مثلا تسهم في التوصل إلى الخصائص المميزة لكل حقبة و في ربط المنتج الفني بالوعي الاجتماعي الذي كان سائدا في تلك الحقبة. و في القرن 20 اكتشف الفنانون الخصائص الجمالية للنحت البدائي و للنقوش في كهوف العصر الحجري و كذلك التماثيل و الأقنعة الإغريقية و قالوا عنها أنها تتميز برقي فني و جمالي عال.
• دراسة العلاقة بين الرمز و العاطفة الدينية و المجتمع في مجال الفن.
• لتحليل الفن يجب الوقوف على المحتوى القيمي الذي يعكسه المنتج الفني و مقارنته بالقيم الاجتماعية و الثقافية للمجتمع الذي يعيش فيه الفنان.
هكذا تكون الأنثروبولوجيا الثقافية أو ما يصطلح عليها البعض بالحضارية في دراسة مخترعات الشعوب البدائية و أدواتها و أجهزتها و أنواع مساكنها و ألبستها و وسائل الزينة فيها و القصص و الخرافات و الآداب و الفنون و كافة إنتاج الشعب البدائي و المعاصر المادي و الروحي.
خاتمة:
الأنثروبولوجيا بوصفها دراسة الإنسان في أبعاده المختلفة: البيوفيزيائية و الاجتماعية و الثقافية، تكون علما شاملا يجمع بين ميادين و مجالات متباينة و تختلف عن بعضها البعض اختلاف علم التشريح عن تاريخ تطور الجنس البشري و الجماعات العرقية، و تهتم بدراسة النظم الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الدينية و القانونية و غيرها. و كذلك كل الإنتاجات الأدبية و الفنية و الثقافية التي تشمل التراث الفكري و أنماط القيم و الإبداع الأدبي و الفني و العادات و التقاليد و مظاهر السلوك في المجتمعات الإنسانية المختلفة و كانت و لا زالت تهتم كثيرا بالمجتمعات التقليدية.
ذة. الزوهرة الجهاد / المغرب
[1] أبو هلال أحمد، مقدمة في الأنثروبولوجيا التربوية، المطابع التعاونية، عمان، الأردن، (1974)، ص. 9.
[2] شاكر مصطفى سليم، قاموس الأنثروبولوجيا، جامعة الكويت، (1981)، ص. 56.
[3] Margaret Mead, Mœurs et sexualité en Océanie, Pocket. (2001), P.29.
[4] فهيم حسين، قصة الأنثروبولوجيا، فصول في تاريخ الإنسان، سلسلة عالم المعرفة، الكويت. العدد 98، (1986)، ص. 86.
[5] E. Evans Pritchard, Anthropologie Sociale, Petite Bibliothèque Payot – Paris (1969), P. 19.
[6] بيلز، رالف، هوجرا، هاري، مقدمة في الأنثروبولوجيا العامة، ترجمة محمد الجوهري و آخرون، دار النهضة، القاهرة (1976)، ص.21.
[7] محسن عطية، الفن و الحياة الإجتماعية، دار المعارف، إبداع دار الكتب (1997).
المراجع المعتمدة باللغة العربية
1- أبو هلال أحمد، مقدمة في الأنثروبولوجيا التربوية، المطابع التعاونية، عمان، الأردن، (1974)
2- شاكر مصطفى سليم، قاموس الأنثروبولوجيا، جامعة الكويت، (1981)
3- فهيم حسين، قصة الأنثروبولوجيا، فصول في تاريخ الإنسان، سلسلة عالم المعرفة، الكويت. العدد 98، (1986)
4- بيلز، رالف، هوجرا، هاري، مقدمة في الأنثروبولوجيا العامة، ترجمة محمد الجوهري و آخرون، دار النهضة، القاهرة (1976)
5- محسن عطية، الفن و الحياة الإجتماعية، دار المعارف، إبداع دار الكتب (1997).
المراجع المعتمدة باللغات الأجنبية
1- Mar E. Evans Pritchard, Anthropologie Sociale, Petite Bibliothèque Payot – Paris (1969)
2- Margaret Mead, Mœurs et sexualité en Océanie, Pocket. (2001)
3- J.P.Colleyn, Eléments D’Anthropologie sociale et culturelle, Editeur: Université de Bruxelles, Collection: Anthropologie (1998)
4- Leakey, Richard E. – Lewin, Roger, Le origini dell’uomo: lo stato attuale delle ricerche e dell’interpretazione, traduzione di Giuseppe Bernardi, Ed. Bompiani, Milano (1993)