استهلال
قال العزيز: واعلم رحمك الله أن كل (بوح شفيف)، هو سفر في سماء لا متناهية، انه أحلى من الزبيب ووصال الحبيب ودموع الغريب وعودة البسمة الى الكئيب…
فالبوح بورتريه متكامل..
وهو (اسراء الروح) في انتظار (وراء الما بين)…
قلت له: (البوح مكاشفة)..
قال الاشراقي السهروردي، قتيل العشق الإلهي:
(يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَلامَةٌ
إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ)
وقال قائل: (إنَّ البوح يُحيي الحب والكتمانُ يُميته).
تدخل في هذا (البوح الشفيف) مرة أخرى العزيز وعلق قائلا: (البوح صباح موسوعي دائم)..
فتكلمت لغة الزهور…
1- باء
وجاء في الباب الشفيف:
(“الشفيف” بمعنى رقيق يظهر ما وراءه، أي أن الشيء لا يكون سميكًا بحيث يمنع رؤية ما يوجد خلفه.
وكذلك: “الشفيف” بمعنى شفاف، أي أن الشيء يسمح للضوء بالمرور من خلاله.
وكذلك: “الشفيف” يمكن أن يعني أيضًا شيئًا بسيطًا أو خفيفًا).
أكد عاشق الزهور صحة حكمة النفري: (وقال لي حسن الظن طريق من طرق اليقين)
فكان (الباء) بدرا…
وكان (الباء) برا…
وكان (الباء) بحر عشق..
وبوح النفري: (القلب يتغير وقلب القلب لا يتغير والحزن قلب القلب)
2- واو
وجاء في باب (الواو):
(كل بوح ولادة جديدة…
وأد لكل بوح غير شفيف…
وداد الزهور ووديان العطور)…
ألم يقل لنا النفري: (القرب الذي تعرفه مسافة، والبعد الذي تعرفه مسافة، وأنا القريب البعيد بلا مسافة).
قال العزيز: (وتستخدم (الواو) للعطف بين الكلمات والمشاعر) …
وعلقت على حكمة العزيز: (أيها العزيز، صدق بوحك الشفيف).
التقط العزيز إشارة النفري: (وقال لي: سِرْ، فأنا دليلك إليّ)
3- حاء
وجاء في باب (الحاء): (والحاء لا يكتمل الا بالباء.. وفي مودتهما وتساكنهما بوح شفيف…)
قال عاشق الزهور: (أنا لا أعرف نفسي الا بالحاء والباء معا)
هتف النفري: (وقال لي اعرف من أنت، فمعرفتك من أنت هي قاعدتك التي لا تنهدم، وهي سكينتك التي لا تزل).
فصمت العزيز ونظر الى قلبه، بعين قلبه مرددا حكمة النفري: (وقال لي انظر بعين قلبكَ إلى قلبك، وانظر إلىَّ بقلبك كله).
خاتمة
قال عاشق الزهور: لا خاتمة لكل (بوح شفيف)
قلنا مع النفري: (وقال لي أنت معنى الكون كله).
العزيز شفاف كصباح مشرق.
صمت العزيز…
كان يقرأ قصيدة (البوح الشفيف)…
وكان يسافر مع مقولة النفري: (ومعرفتك بالبلاء بلاء، وانكارك للبلاء بلاء)
قال العزيز: (البوح الشفيف بلاء وابتلاء معا).
وكل (بوح شفيف) وأنتم بألف بهاء وصفاء ونقاء.
ذ. مجد الدين سعودي / المغرب
