موسم التين في الفولكلور الفلسطيني / بقلم: ذ. تميم محمود منصور / فلسطين


يعتبر شهر-أغسطس- آب بداية موسم التين الطبيعي في فلسطين، وهناك من أطلق على شهر آب شهر التموين، اذ يستكفي بعض الفلاحين بالإفطار صباحا على ثمار التين، ومن هنا جاء المثل (في موسم التين فش عجين) كما كان القطين يُبادل ببعض السلع التموينية، وكان هذا الموسم من أجمل المواسم الزراعية يترقبه الجميع صغارا وكبارا.
كان من عادة الشباب التمشي في هذا الموسم زرافات زرافات قبل الغروب نحو كروم التين، أملآً في اقتناص نظرة نحو فتيات أحلامهم عند عودتهن الى القرية حيث يحملن سلال التين على رؤوسهن، ويعبر الأدب الشعبي عن أحاسيس الشباب في هذا الموسم بقولهم:

سقا الله أيام العنب والتين يومن الحلوة تلاقيني
غربي البلد لزرعلك تينه يومن تمرقي بتذكريني
وللتين أسماء محلية عديدة مأخوذة من صميم بيئة الفلاح من أشهر هذه الأسماء
السوادي _ ويسمى سلطان التين لحلاوة ثماره.
البياضي _ سمي كذلك لبياض لونه الذي يميل الى الخضرة.
السماوي _ وهو الأكثر شيوعاً في البلاد ويمتاز بأنه يتحمل ظروف المناخ القاسية.
العسيلي _ وسمي بهذا الاسم لأنه عسلي اللون ولأنه اكثر أنواع التين حلاوة، ومن خصائصه ظهور نقطة من السائل الحلو على رأس الثمرة الناضجة .
الشحيمي _ وتتميز قشرته بسمكها وكأن طبقة من الشحم تعلوها.
الخضاري _ ولونه يميل الى الخضرة وطعمه يشبه طعم السماوي.
القيسي _ وهو حامض المذاق وربما اطلق عليه اليمنيون هذا الاسم زمن الصراع القيسي اليمني.
المليصي _ ربما سمي بهذا الاسم لان ثماره تكاد ان تسقط من اليد عند قطفها لان قشرته رقيقة وناعمة.
العديسي _ ويشبه لونه لون حبة العدس الأحمر كما يشبهها باستدارته.
الموازي _ وثمرته طويلة ولونه اصفر كالموز.
ومن أنواع التين ايضاً الشنيري والسباعي والخرطماني والحماضي والقراعي والمواني وغيرها.
واكثر الأنواع انتشارا البياضي والخروبي لأنهما يصلحان للتجفيف (قطين).
عندما تبدأ أنواع التين بالتكوين تسمى طقش، وما ان تكبر قليلاً تسمى فج او عجر وعند اقتراب نضجها تسمى دفور، عندما تزداد الثمار يغنون:

تين امشطب ع الندى ما حدا بطعم حدا
تين امشطب تشطيبه كل واحد يطعم حبيبه
ويقال ان الندى يعجل في انضاج التين، فيقال عندما ينضج بكثرة (هجم التين) ويقال عليك بأول التين وآخر العنب، ومن الشعر الشعبي قيل:

قم هيا يا صاحبنا نطرب بأكل التين المشطب
سلطان التين البياضي على صدور البيض بيتقطب
أما القطين فقد كان من ضروريات الحياة في فصل الشتاء إذ من المعتقد أنه يُغني عن الطعام أحياناً وخصوصاً عندما يخلط بالطحين والسكر والزيت، من هنا مصدر المثل الشعبي “إن وجد القطين من الجوع آمنين”
وفي نهاية الموسم يصفر ورق التين ويتساقط عندها يُقال:

التين قرقرع يا ورشة يا ويل اللي كبر كرشه
هناك أمثلة شعبية نُسبت للتين وقصص وحكايات شعبية مثل “قشر بابا قشر” وفي مدح الطول قيل “طويل بطول التين والقصير بموت حزين” وهناك مثل آخر “زي التين بالفردة” وهناك مثل يقول “اللي معاه قطين بوكل بإيدي الاثنين”.

ذ. تميم محمود منصور / فلسطين



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *