وعدٌ.. لا يخلف عهده
قلقٌ، مما يغزو نبض وحيه
ما فتئ يعدُّ خطوه،
في مجيئه ورواحه.
ترقُّبٌ لمجهولٍ
ورصدٌ لانبثاق.
عن الملامة ما كفَّ يوم!
يتلظى من جمر سؤاله:
إلى متى يا وقت سأظل،
حبيس زنزانتك والعفن؟
ثمّة أمر ٌغامضٌ للبراءة قد وقع…!
هنا كانت لصيقة الروح تغنّي للفرح
تؤنس قلبي في سجنه!
أين توارت نوَّارتي؟!
من فتح الشرفة العلوية لها؟!
محال ان تقدر تسلق علوّ الهوان!!
أتراها غافلتك يا وقت.. وغافلتني؟!
أم هو مشربنا لم يعد نقيّا؟!
وغببناه لكفر العطش المتحكم فينا.
فقد طالت غفوتنا
وصحونا،
على ندم.. يكوينا…!
لا.. لا يا صديقي وعد!
هي الريح عندما عصفت
حطمت حامل الستارة فسقطت.
يمامة بيضاء أطلت،
باسطة جناحيها،
والنور عابق حولها
امتطتها البراءة وغابت المدى.
لذا..
كن حليماً..
كن مطيعاً يا وعد ونم.
إلى أن تهمهم السماء…!
فالرحلة طويلة جدا وشاقّة.
كيف أغفو يا وقت
وسياط الظلم، تفجّر سكون الكرى؟
صراخ الآلام يخترق مسمعي
فينزف مدمعي.
أ أغفو…؟!
والهلع يقضم بوحشية،
آخر مدماك الأمل
قافلة الجياع تطول..
تتمدد..
في الجهات الأربع
وشمعة الخلاص نورها أمسى نقطة..
في ديجور سحيق.
تعال..
تعال وادن مني يا وقت،
نرنم.. أدعية الرجاء
ونبتهل لأيقونة النجاة
علهّا تنكشف درب العبور
الى فردوس النعيم.
لا.. يا وعد!!
لك هناء الغفوة
ولي حراسة الأبواب
لحين ساعة الصفر!
سأظل في محرابي أصلّي،
بحرارة التائب!
إلى حين انطلاقتك يا وعد.