أسرارٌ تدورُ مع الأفلاكِ (سرد تعبيري) / بقلم: ذة. سامية خليفة / لبنان


انبعاثاتٌ دافئةٌ تسري في كياني أتحسّس كُنْهَها، أتعطّشُ للغوصِ في لُججِها العميقة. أسرارٌ هناك تدورُ مع الأفلاكِ، حيثُ يلفّ الكونَ دفءٌ غريبٌ. أبحثُ عن طرفِ حبلٍ يربطُني بحقيقةٍ ضائعةٍ، يرسلني إلى حيث الوجهة نحو الأعلى، لعلّي أنجو من جحيمِ معاركَ شنّها الكبار ها هنا. على الأرض يسود الضّياعُ المريرُ، وهناك بعيدًا تدثّرني السماء بدثار الأمانِ، يا للتناقض! كلما حلقت بتأملاتي بعيدا عن فسادِ الأرضِ الملوّثة، بكلّ أنواعِ التّلوّث، أرنو بشغفٍ نحو نجومٍ بعيدةٍ، نجومٌ تشدّني أنا المشرّدةُ في غاباتِ العزلةِ، فأمدّ ضفائرَ خيالي لأحزمَ من السّماءِ نجومًا حطبًا، أتدفّأُ ببريقِها. ثريّاتُ الأحلامِ معلّقةٌ على أنجمٍ أرى انعكاساتِها لآلئَ تسطعُ سحرًا على كلِّ شيءٍ، فقط لو تحلّقونَ معي لتشعروا بنقاءٍ تنبثقُ منهُ الأحلامُ وعيًا، تنفرجُ منه الأنوارُ رؤى، الوعي أكلهُ غبارُ السّباتِ حتى اختفتْ معالمُه، كم ظلّ مركونًا على ضفافِ التّجاهلِ، ليتَ كلَّ أشياءِ الأرضِ وكائناتِها تمتصُّ دفئًا روحيًّا سماويًّا يشعّ وعيًا وحكمةً توقظُ الغافلينَ، تخرجُهم من الظّلمةِ إلى النّور. التحرّرُ منَ الموبقاتِ يبدأ مع أوّلِ نظرةِ تأمّلٍ لعظمةِ الكونِ، ألا ليتكُم مثلي تتمعّنونَ بجوهرِها؟!

ذة. سامية خليفة / لبنان



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *