وللغياب وحشة… / بقلم: ذ. شكري شاكر / العراق


لا أريدُ لغيابكِ عني أنْ يطولْ
وأكونُ عاشقاً يخذلهُ الوجدُ
حينَ يطلبُ الوصلَ متردداً خجولْ
فالرملُ في صحراءِ عطشي سيسخنُ باحتراقي
ويلسعُ حوافرَ الخيولْ
و وقتها لا تفرزينَ سببَ حدوثَ صهيلها
أهوَ منْ ألمِ حصانٍ
أمْ هوَ منْ حشرجةِ حنجرةٍ لفارسٍ مقتولْ
وأنا والياسمينَ أيٌّ منا حينَ يكفُ منكِ الندى
سيسارعُ بفعلِ الجفافِ إلى الذبولْ
سيتمكنُ الحزنُ مني لألفِ سنةٍ قهريةٍ منَ الوجعِ
وتصمتُ الكلماتُ حينَ تجفُ محبرتي
ويصبحُ القلمُ كسولْ
وتباتُ سمائي منْ بعدكِ ملبدةً بالغيومِ
ويكونُ المطرُ شحيحَ الهطولْ
سيكتئبُ الفرحُ العذبُ الجميلُ في قلوبِ الصبايا
حينَ يرحلُ عنْ وتري الغناءُ
وتستوحشُ بخنوسِ عزفي الحجولْ
ويفتقدُ العشاقُ تموجَ الوهجِ في مرايا الخيالِ
وتعجزُ العينُ عنْ الاندهاشِ والذهولْ..
أليسَ أنا شاعركِ الذي علمتُ منْ لهُ رغبةٌ بالحبِ
كيفَ تكونُ للحبِ قوانينٌ وأصولْ
وأنا الذي انبأتكِ أنَ الناي حينَ تبكينَ يعزفكِ
ومنْ غيرِ ضحكتكِ تبكي الطبولْ
وأبتكرتُ بأبجديتي لغةً منذُ أنْ أحببتكِ
وعلمتها للمحبينَ
وجعلتها بلا لسانٍ
أحبكِ تقولْ.

ذ. شكري شاكر / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *