من بؤبؤ عينيك عبرت / بقلم: ذ. يحيى صديقي / الجزائر


مـن بـؤبـؤ عيـنيك عـبرت
نـورا تـبـدّى
،ثـم آوى إلى خـيمة ظلّـت تقـاوم الريح
والشـمـس، والمـطـر
،تشـبّـثـث بأوتـادها
تشـبّـثت الأوتـاد بالتربة والحجـر
ومـا تخـلت عن مكـانها لحـظة
مـا حـادت عـن مـوضعـها شـبرا
وحـين فـاجـأها الظـلام أسـرجـت قـنديـلها
،أضـاء المـكـان
أضـاء مـا بـيـني وبـيـنكِ
،رأيـتـك
كـنـت أنـا، وأنـتِ وحـيدين بالمـكـان
والريـح ثـالـثة
وصـوتك الـبـربـري مـع الريـح يـأتـيني
،يجـتاح داخـلي، يهـزّ أعـمـاقـي
،يخـلـخـلـني، يـبـعـثـرني
،ثـم يعـيد تـرتيـب شـظايا أفـراحي وأحـزاني
يـنـسـيني حـزني الذي اسـتـبـدّ بـي سـنـينا
يغـسـل دمـعـا تـيـبّس بعـيني رمـلا زجـاجــيا
،جـرّح المُـقـلـتـين، أبكـانـي أعــوامـا
،يا أنتِ، يـا فـرحـي وحـزنـي، يـا ألـمـي
،يـا فـرسـا جـمـوحـا يـركـض بـداخـلي
،يجـتـاحـني، يسـتـبـيـحـني
كـيف أتـخـلص مـن صهـيلـك المجـنون بـدمـي
،يـشـعـل بـداخـلي نـيـرانـا
،يحـرقـني، يحـيـلـني رمــادا
،ثـم يـنـفـخ سـحـره
،الجمـر الحـارق بـداخـلي
.يشـتـعـل فـي القـلب بخـورا للـعـاشـقـين

ذ. يحيى صديقي / الجزائر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *