الشّعرُ / بقلم: ذ. حسام المقداد / سوريا


الشّعرُ مسٌّ ، قيلَ في الشّعراءِ
أو عزفُ جنّ ، رنّةُ الورقاءِ

مزنٌ وترسلُه السّماءُ تسابقاً
يستنزلُ الرُّحْمى على الخَضراءِ

دُررٌّ على مرّ الزّمانِ كشامةٍ
في سفْحِ نهْدِ الكاعبِ الحسناءِ

هَطْلُ الرّهامِ على وجوهِ ورودِنا
ريحُ الصّبا في الدّوحةِ الغنّاءِ

كالشّمسِ عندَ الصّبحِ ينفعُ لَفحُها
يا سِحرَها ، ومقامُها مُتنائي

صيغٌ ، ومن عِطرِ الكلامِ مفاتنٌ
مشغولةٌ بحلاوةٍ ، بنقاءِ

ومباهجٍ تُمْشِي القلوبَ وراءَها
ونوالها كالدّيمةِ المِعطاءِ

يعطيكَهُ فنّانُ ، بلْ هو ساحرٌ
متفرِّدُ الأنباءِ والآراءِ

يعلو يطاولُ في السّماءِ مُغرّدا
بمهارةٍ، بعذوبةٍ ، ببهاءِ

يقتادُ أجنحةَ الخيالِ محلّقا
شبه السّرابِ بوحشةِ البيداءِ

ويجوزُ يسعى ليسَ تُدْركُ رُوحُهُ
ما حازَ جنّته بنو الظّلْماءِ

كمْ سرّني في الكونِ أنّيَ شاعرٌ
أفنى الحياةَ بأجملِ الأعباءِ

حِبّ حبيبٌ للنّفوسِ مقرّبٌ
إنسُ السّعادِ، وضحكةُ البكّاءِ

في أي نادٍ ما أكون فإنّني
لأنا الـ أقيمُ قيامةَ الشّعراءِ

ماهمّني لقبٌ ولم أكُ ساعياً
لأنالَ خلعة َلجنةِ الأدباءِ

مثلي كثيرٌ في الحياةِ ودربُنا
ما غُلّقتْ إلا على الدُّخلاءِ

بعضي القصيدةُ ،والقريضُ مُصاحبي
صيفي، خريفيَ، مربعي، إشتائي

أُسمو به نحوَ الجمالِ حقيقةً
وبه أجاوزُ هامةَ الجوزاءِ

ذ. حسام المقداد / سوريا



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *