هَوَی الأوطَانِ / بقلم: ذة. سعيدة باش طبجي / تونس


هَذي حُرُوفِي..لِمَن شَهدًا سَأسقِیها؟
و بِالعَبیرِ لِمَن طِیبًا سَأُهدِیهَا؟
هَل للهَزارِ الّذِي بالشَّدوِ عَمَّدَنِي
و للرِّیاضِ الّتِي أهدَت أقاحِیهَا؟
أَم للغَمامِ الّذي بِالطَّلِّ ضَمَّخَني
وَ للنّسَاٸمِ أهدَتنِي مَغَانِیهَا؟
أم لِلخَمِیلِ الّذِي بِالظِّلّ خَضَّبَنِي
فرُحتُ أختَالُ فِي أفیَاٸِه تِیهَا؟
أم لِلنُّجومِ الّتِي ألوانَهَا سَکَبَت
في صَحنِ خَدّي ضِیاءً مِن مَاؔقِیها؟


لِمَن سَأُهدِي حُرُوفِي بالمُنَی حَفَلت؟
هَل للحَبیبِ الّذي وَصلًا یُناغِیها؟
فیَنبُتُ السَّوسَنُ الرَّیَّانُ في شَفَتِي
و یُزهِرُ الفُلّ فِي الأورَادِ یُشذِیها
وَ تکتَسي أحرُفِي مِن عِشقها عَبَقًا
و یَرقُصُ الشَّوقُ عِطرًا فِي خَوابِیها


لِمَن سَأُهدِي شَذَا حَرفي و قَافِیتِي؟
مَن بالهَوی نَبضَتِي النَّجلاءَ یُغرِیها؟
تُهدِي السُّطورَ سِلَالًا من لَذیذِ جَنًی
قطفتُهُ مِن جِنانِ جَلّ بَارِیهَا
و صُغتُهُ للوَرَی أهزُوجةً عَبَقَت
تُمَوسِقُ الحُبَّ لَحنًا في أغَانِیها
تُهدِیهِ للوَطنِ المَحبُوب أغنِیةً
حِکایةً للوَرَی مَا خابَ حَاکِیها
فَأحرُفِي فِي هَوَی الأوطانِ وَالِهةٌ
لَا شٸَ عَن صَبوةِ الأوطانِ یُلهِیهَا
لا خَمرَ غَیر سُلافِ العِشقِ یُسکِرُها
لا عِطرَ غیر هَوَی الأوطانِ یُشذِیها
فَجَذوةُ الوَطنِ المَحبُوبِ تُلهبُها
وَ فَيءُ أغصَانهِ بِالدِّفءِ یَحمِیهَا
بالجَمرِ تَکتُبُهُ..بالعِشقِ یَکتُبُها
تُحییهِ مِن جُرفِ أوجَاعٍ و یُحیِیها


سُبحَانَ مَن زَرَعَ الأوطانَ في دَمِنَا
و ألهَمَ الأحرُفَ الحَرَّی مَعَانیها
تهمِي بِسِرّ الهَوَی مِن مُهجَةٍ خَفَقَت
لتَنسِجَ القولَ تَصوِیرًا و تَشبیهَا
فَیَصدَحُ الشِّعرُ أنّ الخُلدَ في وَطنٍ
(نبیعُ من أجلهِ الدُّنیَا و ما فِیها).

ذة. سعيدة باش طبجي / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *