خاطرة… على نار الانتظار / بقلم: ذ. مختار السعيدي / الجزائر


تغمد الصدى برداء الصقيع و تجمد
وعلى ايقاع أجراس الحرف ترتعش الأمنيات
لا تزال النبرات من حين الى حين تئن كعادتها
والشاهقة بالإيحاء تقاتلني بوهيج الشجون
موصدة الروح ملهمتي
كوردة الصباح منغلقة تختزل عبقها
مدثرة بأوراق التوهج وقطر الندى
تقيد رغبتها بغنج الحبور
والجسد ممشوق في سجن العفاف مقيد
والرغبة على ناصيتها صهيل
يا ملهمتي
أنا المجنون في قبضة القضاء لا استكين
جريح أقاضي القدر على سرير العشق بالتودد
و يبقى الحظ في صفي وحده يصارع النصيب
ساربة المفاتن تتبختر محاسنها في دهشتي
وعلى ضفاف كل تمايل يسقط مريد
تخفي الرغبة بطلاسم الشرود كأنها الغياب
أو تمثال يتحدى العاشقين في كل مواسمهم
لا يلين
و في تلاطم شعرها لهفة البوح صاخبة
وفي تسريحة شعرها تلاوة شغف لا يستكين
أشارت اليه يد الدهشة فتجمد
استرقت من البدر نوره بكل جرأة
واوقدت في صدري شعلة الشوق بحروفها
تلتهم صبرا طال انتظاره فتمدد
انحنى الحنين على اعتاب المتودد يستأذنها
فترفعت وذبلت في يد انتظاري الورود
أيتها المليحة لا تلومي العين اذا عشقت
لا ينحنى عباد العشق في الصدر الا لأنه
في سنن العشق عبد مأمور
هو القلب يراك في الدجى حلما يتماوج
و محاسنك شاخصة الايحاء والوحي مكتوم
و تراك العين قوافي تسقيها الرغبة
من جداول القصيد حبورا ونغما
فاسألي يا فاتنتي المارين بسياج لهبك وسترين
أن الجنون في وجدان راويك مجنون
يسوق القلوب الى شطحاتك مكبلين
يحترق القلب بصقيع رهبنتك في الحضور
وبنار الغياب تحترق في الصدر الشجون
أحببتك وبعشقك يهيم القلب شوقا بعد كل رشد
فارفعي مناديل الهوى و لويحي
فالوجدان الذي شغفك حبا لا يستكين.

ذ. مختار السعيدي / الجزائر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *