خاطرة.. الورد لا ينحني مذلة.. / بقلم: ذ. مختار سعيدي / الجزائر


تغنيت بالشوق دهرا والأمل حالم
ولما استيقظت معاني الود تناثرت كلماتي
وحصدت المواسم العجاف أزهار توددي
وبأنامل الخيبة انتحر الظن الجميل
و يا عجبا.. كيف آمنت في مضيّف يمن
واستودعت على مائدة منه شهيتي
فانحنيت له بتواضع دون تردد
ظننتها مكرمة منزلي دون مقابل
فدعوت للفضل المستغني ظننته
من الغنى بالجود صنع مكارمه
خانتني الفراسة لأول مرة
وسقيت بماء وجهي مذلتي
و لما قطفت من بستان محبتي زهرة
تدفقت عبراتي على عباراتي وانهمرت
كما السيل تجرف على خدي حسن مظنتي
فأنا اليوم كاظم الصهيل في مضض
و خرير الماضي بأنينه يدثرني
اسمع في صمت طويتي تألم أصالتي
داخل التجلد منقبض في عمق حماقتي
وظاهر جبلتي كتلة من العدم شوهتها بليونتي
أعض يدي وبأناملي الدامية أجمع شظايا كرامتي
وأغض الطرف عن الإساءة بالحياء والتواضع
حتى لا ينعتني باللؤم من اهدى بكيل موازنه
حريرا أبيض مكفنا بسواد المقصد
واستكثر بالمن الإحسان الذي قال من أصالته
قيدني بما جادت يده في أمسنا
وحصدني اليوم أمام الرعناء بمناجله
قدم ظهري مأدبة لعشيرته
فنهشوا بالبهتان طهر أصالتي
فانحنيت بالصمت اكراما لعشرته
وكظمت النزيف بالحياء أمام فضيلته
و وشحت تألمي بكظم التأوه
والعاقل مهما كانت مذمة خليله
يترك فسحة تصافح لما يخفي القدر
لعل الأيام تأتي بنقيضها لدهر
لا يجد فيه ما يعيد به للعين شمائله
ما بجعبتي حجارة أدود بها عن كرامتي
والورود التي تحضنها ذمتي للأصالة
ما اصبحت تنحني اليها دعاة الكرم والعزة
أعزي نفسي لأنني أنزلتها من مركبها
و حملت على مطيتها الورد بشوكه
فأدمى ظهر المودة دون تعفف
ونحر كبريائي وصبري الجميل
فتعال يا صاح يتعالى الكرم بهمتك
فالورد لا ينحني مذلة

ذ. مختار سعيدي / الجزائر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *