خاطرة: يا غيرتي / بقلم: ذ. مدحت ثروت / مصر


ﻻ تأكليني
بل انهشي عظامي وسنيني
والهبي ناري وحنيني
لن أتحطم لن
أتوجع
بل لن تجرحيني
توسّدت شوكاً وحسكاً
عِوض الياسمين والرياحين
يا غيرتي
حدثيني أكثر
حدثيني
مَن يُحادثها؟
مَن يُمازحُها؟
مَن يضُمّهَا بين ذراعيه؟
مَن يُطبِقُ بشفتيهِ على كرزِها؟
وأنا البُستاني وحارس البساتين
مَن باتت تُفكّر فيه؟
مَن طربت لحديثِه؟
مَن قال لها وقالت له حبيبي؟
مَن تلامست يداهُ بها؟
ومَن أتاها حُلماً يُداعب قلبَها
أو تحن له وتتركني حزين
يا غيرتي
ﻻ تضعِفي حبي
بل قويني
شدّي أزري
تقلّبتُ بين السّعيرِ ونارِ الهشيمِ
وهي في خِدرها
ﻻ تشعر بأنيني ناديتُ رقّتَها، لوّحتُ بشوقي الدفين
لن تحبي غيري ولن تبرحي سنيني
ﻻ تبتسم شفتاكِ حتى لطفلٍ مازالت ترضعه أمُه كمسكين
وﻻ تلمع عيناكِ لطرفٍ وﻻ لقلبٍ يميلُ فؤادُكِ اﻷمين
يا غيرتي
ﻻ تأكليني بل طمئني قلبي
فالحُب حبيبتي
مهما طغيتِ ومهما مزّقتِ من اللبِ أشلاء
أو نزفتِ سيولاً من شراييني.

ذ. مدحت ثروت / مصر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *