المنبر / بقلم: ذة. سحر عماري / سوريا


يصرخ المنبر..
آه يا رأسي..
أُحِسّهُ.. كالقِدْرِ تغلي
ومخزونه.. في تبخّر
من أين تهبُّ أعاصير الجراد؟
الماطر جوعاً.. و .. وبالاً..!!!
يبتغي..
اخضرار نطقي
مبسم منصَّتي
أَمِنَ الجهات الأربع،
ضفائر جنون حقده تنبع؟!
*******
أَهَون عليّ،
غبار يغطّي شموخ هامتي
من نعيق خبيث ماكر
أزيحوه ذلك الطفيلي
المصاب بكل ألوان العمى
وعمى الألوان
*******
لا المخمل المطرّز بخيوط الذهب أغراني
ولا افترّ ثغري له
لا اللباس الأنيق اللامع
ولا العطر الفاضح
سرِّ صاحبه يعنيني
طالما حشوته، أبلهٌ
بفنون الخلاعة مبدع.. ومجدد
يرسم خارطة انقاذه للجموع
وكأنه..
أول وآخر المستقرئين
وعلى يديه النشور
معلناً نفسه
المنقذ الوحيد
ورؤاه..
مفصومة عن حقيقة ماهيته
وأنا تجتاحني
قشعريرة واشمزاز
يستعر غضبي
من تشوه الضمير
أيعقل لينبوع الفكر
أن يتعكر من سفاهةٍ؟!
فليبق مسرحي فارغاً.. مهجوراً
أفضل من خفافيش
تحكم طوقها حولي
تخنقني،
بفجورها الكاذب
بعهرها الفاقع بالشذوذ
أن تعتلي منصَّتي
وبالنكران.. تتسربل
وما من كسوف
آه.. كم تنوء بكاهلي أحمالي
أين الهروب من مرارة الأسئلة؟
سياطها تجلدني كل حين!
أين غاب فصيح القوم،
في مزبلتهِ؟
أين الحكيم العادل..
في قوقعته؟
وأين الشاهد الذي،
بكنوز الأرض لا يشترى
هل باع صوته؟
حرام لكلمة الحق أن تنهشها
أنياب الوحوش الضارية
لا.. لن أكون كما تشتهون
منبرٌ حرٌّ.. باقٍ أنا
مهما أمطرتم من وابل سمومكم
من طغيان حقدكم
باقٍ أنا.. منبر الحكمة
وأنتم.. رماد الموقد
أيها الأفَّاكون.

ذة. سحر موسى عماري / سوريا



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *