أُسَجِّلُ انتِصَارِي / بقلم: ذة. سعيدة باش طبجي / تونس


أُسَجِّلُ انبِهَاري…
بِحرفِكَ الوضّاءِ مثلَ الشّمسِ في رابعةِ النَّهارِ.
بحِسّك الفَوّارِ مثلَ لهْفةِ الخُمورِ في الجِرارِ.
بِنبْضِكَ المُخْصِب للكِيانِ
مثلَ النَّسْغِ في أوْرِدةِ الأشجارِ.
أُسَجِّلُ انبِهاري…
بالنّغَمِ الهطّاّلِ و السَّيّالِ
كالطّلِّ و كالمُزْنِ و كَالأنهَارِ.
بالعَبَقِ الجَنِيِّ.. بالزُّهورِ.. بالعُطورِ
بالنَّسيمِ… بالبَهارِ.
بالدُّرِّ و المَرجانِ و الياقُوتِ
و الحريرِ و الدِّمقْسِ و النُّضارِ.
لكِنَّني سأعْلن انكِسارِي.
لحُزنِكَ الدّفينِ و المُوجِعِ.. مثلَ الشّوكِ في الصَّبَّارِ
لدَمعِكَ الهَتُونِ.. لليأسِ المَكينِ
يَستَدِرُّ الدّمعَ من عُيُونِ الطَّلِّ و النُّوّارِ.
للعُقْم.. للقُنوطِ..للأسَى
يُوزّعُ العَتْمةَ في دُرُوبِي..
و یَزْرَعُ الصَّدِيدَ في نُضارِي.
في آخِر الكَلامِ….
أعلنُ انتِصارِي.
لِسِنْدبادِ الخَلقِ و الإِبحارِ.
و صَائدِ اللُّؤْلُؤِ و المَحارِ.
فِي فرْحِهِ.. في ترْحهِ
في شوْقهِ.. في توْقهِ
في يأْسِهِ.. في الأمَلِ الفَوّارِ.
بلا حِسابٍ.. أعلِنُ انتِصاري.
للحُبِّ.. للجَمالِ.. للأحلامِ.. للأشعارِ.
أُحِبُّها نقيّةً صادقةً
ممْهُورةً بالعِشقِ و الإبْهارِ.
منسُوجةً مِن الشّذا و المِسْكِ و العَنْبرِ و الأنْوارِ.
اذا أنا رَشفْتُها
تنْتثرُ الأزهارُ عِنْدَ دَاري.
و تَنتَشِي حَدائِقي مِن رَفّةِ العُطُورِ فِي دِثاري.
و مِن رَحيقِ الآسِ و النِّسرِينِ.. تمْتَلي جِرَاري.
وباختِصَارٍ.. أُعلِن اعتِذاري.
أُكَرِّرُ انْبِهَاري… و أعلِنُ انتِصَاري.
لِكُلِّ نَبْضٍ عَبِقٍ
مُتَوَّجٍ بِالغَارِ.
و كُلِّ حَرفٍ ألِقٍ
كَالدُّرِّ و اليَاقُوتِ و النُّضَارِ.

ذة. سعيدة باش طبجي / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *