يا لكسر الخواطر…!! / بقلم: ذة. روضة بوسليمي / تونس


للأسف الشّديد
طال غيابي عن خلوتي
ولم أستلق منذ دهر
في ظلّ شّجيرتي
وقد كُسرت قوائم خاطري
لم أحضر جنازات حبّات التّوت
لم اقل فيهنّ مرثيّة عمدا
فماذا أقول؟!!
وقد كنت أغزل خيوط الحزن الملوّن
أحيك منها ملابس دافئة
لأسئلتي المرتعشة
وأهيّئ قفازات لحيرتي
أنا الأرض التي غزاها القحط
واستباح أديمها الخصيب
كلّما عنّ ببالي رعاية شجيراتي
عوت ريح عاهرة
وإلى بيادر الوعث
ذهبت بابتهالاتي
وذرت مزيدا من المهازل في أرجائي
فتتكدّس جثث ما اغتيل من أمنياتي
يذهب بريق عيني
يعرج قلمي
يتلعثم مدادي
ويخونني حرفي
حتّى القبور المشيّدة في ذاكرتي
لم تعد تكفي
بعد اللّحظة – لن اهتمّ
بالأكفان
ولا بجدوى الرّثاء
ولا حتّى بغنائم البكاء.

ذة. روضة بوسليمي / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *