مجرد رأي / بقلم: ذ. المختار السملالي / المغرب


“الشعر اصل الفلسفة… والفلسفة فاكهة الاغاني”.. هكذا هو المنجز الشعري للاديبة التونسية روضة بوسليمي التي تحلق باجنحة القصيد في مديات متعددة من البوح بمساحات فلسفية واضحة.
من الصعب القبض على طبق شعري واحد في قصائدها إذ أنها تحرص على التنوع في الطرح والمعالجة والإحالات.
في القصيدة الواحدة مجزوءات يمكن تفكيكها لتصبح مجموعات من القصائد.
الشاعرة التونسية روضة تكتب بالقلب وتخط حروفها بشكل أنيق ومتزن وممتع. ومن البديهي أن يتم ذلك بهذا الشكل وهي التي تنتسب إلى دائرة التربية والتكوين أستاذة فاضلة.
لم تبحث عن الشعر هو الذي اتاها زائرا ومقيما ، وتربع على كل الأمكنة في الجو الذي تتنفسه.
لقاح ابي القاسم الشابي الشعري أصاب روحها بسلطة البوح. بوح زاده تأججا، قراءاتها لأصحاب الكلمة الوازنة ،شعرا ونثرا ،في دواوين الشعر العربي وادبائه الكبار.

“ولأن إكرام الحواس إنطاقها بالف الف لغة” فالشاعرة التونسية المتألقة تتحفنا بالف معنى بلغة واحدة، هي لغة الحس الشعري الدافق. وهذا نلمسه في/ طقوس خاصة/ و/ آخر الرؤى/ و/ تداعيات حرة/ وحديث النخيل/ و/ شروق/ و/ نبوءة/ و/ نواعير الشوق/ وغيرها كثير من القصائد الموزعة والمنشورة في عدد من المجموعات الادبية والمجلات التي تعنى بالأدب والفكر.
كل قصيدة تختلف عن الاخرى في روح الفلسفة التي تقدمها، والمغزى الذي تتوخاه والمبنى الذي تعتمده.
الإيقاع الشعري في بنية قصائدها يتوزع بين المنفلت والمنضبط لكن في تناغم وانسجام تامين.
إيقاع الكلمات وموسيقاها الداخلية والانفعالات المتشابكة والمتداخلة التي لا تخلو منها قصيدة، تعطي لنتاجها الشعري خصوصيته بصياغته القوية، وبناءئه المتوازن القائم على المتخيل والمعيش.
“كم هي ثكلى” نبضاتها! وهي كأي طفلة تتحسس وجه العالم. ف”ماذا لو استفاق القلب على افتتاح مواسم البوح”؟.
ربما سيحط الشعر رحاله في حضن هذه الشاعرة العاشقة التي رأت فيما رأت انها الخنساء وهي التي تعرف نفسها في إحدى قصائدها بأنها “جيش من المشاعر.. وحشد من الدهشة… وعشق لفنون الحديث… ومجازات لاتنتهي”.

ذ. المختار السملالي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *