لن أحدث نفسي…
بعد اليوم
عن بقية حياتي.
لن أذكر ذاكرتي…
عن ماضيها.
لن أنبش في تفاصيله.
لن أتوسل الزمن…
بأن يمنحها نصيبا.
عشت منه ما يكفي
من الألم.
من العذاب.
من البسمات الغادرة…
والماكرة.
لم يبق لي شيء
إلا نصفي الآخر الذي أخفي
لم يبق إلا ذلك الجوف العميق…
الذي يحفظني
ويحفظ آهاتي.
لن أحدث نفسي بعد اليوم.
أطلقت العنان للزمن.
أشعلت له الأضواء.
كي يفعل بي وبها
ما يحلو له
كي يفعل ما يريد
وما يشاء.
لن أعانده
فهو أقوى مما توقعت مشاعري
سأقتفي أثره…
تركا للأثر.
سأداعبه حتى أبلغ مداه.
فنصفي الآخر لا يقوى
ضعيف
مرهف
ولو ناولني مفاتيحه.
ليس باستطاعتي البلوغ.
فقد تعب جسدي.
تعب إحساسي
تعب فكري.
سأجاريه فقط
كي لا أحصد المزيد.
كي أبقى سليم الفكرة…
سليم النظرة…
للحياة…
للموت…
لبساطة إنسانيتي.
كي أبقى عاقلا
بعيدا…
بعيدا عن كل أشكال الجنون.
كي أبقى ملازما لزمني.
ملازما له…
بتفاصيله الواقعية.
لا بتلك المتاعب
أو تلك المخاوف
أو تلك الظنون.
ذ. عبد الرحيم المعيتيق / المغرب
