الى نزار شاعر القريض الساحر.. / بقلم: ذة. سعيدة باش طبجي / تونس


دمنا و دام الحرفُ مؤتلقا

هذا القريضُ رقيقٌ رائقُ العبَقِ
أنغامُه نُسِجتْ من بُهْرة الألقِ

من غيْمة الحرف هبّتْ نسْمةٌ عبقتْ
همَتْ علينا بريحِ الفُلّ و الحَبَقِ

حَيّتْ و أحِيَتْ فذابَ القلبُ منْ وَلَهٍ
و أزْهر الدّفْء في بابي و في طُرُقي

و في الدّياجيرِ هلّتْ بُهْرةً سَطعتْ
ففاز نبْضي على الأوْجاعِ و الأرَقِ

في رفّةِ الفجْر تأتيني و تأسَرُني
في الصّبْحِ.. في الظّهْرِ في ترنيمة الشَّفَقِ

في الصّحوِ في النّوْمِ في الأحلام في أرقي
في هدْاَة الليلِ والأسْحارِ و الغسَقِ

أزهارُ أنْسِجةٍ.. أشْذاءُ أخْيِلةٍ
خَبَّأتُها في شِغافِ الرُّوحِ و الحَدَقِ

هَبّتْ قَوافيكَ في الأفْياءِ تَغْمُرُني
تهْمي بفيْضٍ الشَّذا و النُّورِ و الألقِ

لم تُبْقِ لي أحرُفًا أو بَعضَ قَافيةٍ
حتَّى أشارِكَ في تضْويعَةِ العَبَقِ

بُوركْتَ منْ شاعرٍ تقتاتُ أحرُفُهُ
منْ هالةِ الفجْر و الأنوارِ في الشَّفقِ

بُوركتِ من نبْضةٍ تَشْتقُّ نَكْهَتَها
منْ نفْحةِ الآسِ و النّسْرينِ و الحَبَقِ

دُمْنا و دامَ الشّذَا و الحرفُ مُؤْتلِقًا
يَروي و يَحمِي من الإحباطِ و القلقِ…

ذة. سعيدة باش طبجي / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *