الأديبة والانتحار من فرجينيا الامريكية الى عنايات المصرية / بقلم: ذة. شوقية عروق منصور / فلسطين


قضية انتحار الأدباء ليست قضية جديدة على عالم الأدب والموت، ودائماً كنت اعتبر أشهر عملية انتحار كانت للكاتب الأمريكي ارنست همنغواي الحاصل على جائزة نوبل، و مؤلف الروايات العالمية مثل “الشيخ والبحر، ومرتفعات كليمنجارو”والذي قررعام 1961 أن يضع حداً لحياته، بأن وضع فوهة البندقية في فمه وأطلق النار.
ومن خلال الدراسات التي كتبت عن حياة أرنست همنغواي وأدبه، تبين أن والد أرنست وأمه وشقيقته كانوا يعانون من اكتئاب وجميعهم وضعوا حدا لحياتهم و ماتوا انتحاراً.
أما الكاتب الياباني “يوكيو مشيميا” فقد قام في عام 1975 بالانتحار على طريقة الساموراي “هارا كيري” أمام الآف الجنود حيث غرس السيف في بطنه، مبتسماً للكاميرات.
في صباح يوم الجمعة 28 آذار عام 1941 كتبت الكاتبة الامريكية “فرجينا ولف” لزوجها ليونارد “حبيبي أنا واثقة بأنني سأجن مرة أخرى، واشعر بأننا لا نستطيع أن نعاني مجدداً من تلك الأوقات الفظيعة.”
وضعت الرسالة على الموقد في غرفة الجلوس وتوجهت إلى نهر الأوز بعد أن أثقلت جيوب معطفها بالحجارة -حتى لا ينقذها أحد- وأغرقت نفسها.
وبموتها انتهت حياة كاتبة من أعظم كاتبات القرن العشرين حيث ولدت عام 1882 و لها عدة روايات أهمها: “رحلة الى الخارج عام” 1915 و “غرفة تخص المرء وحده عام 1918” ورواية “السيدة دالاوي عام 1925” وفي عام 1927 أصدرت رواية “إلى الفنار.”
في عام 1963 وضعت الشاعرة الامريكية “سيلفيا بلات” حداً لحياتها بطريقة عجيبة، فقد وضعت رأسها في فرن الموقد لتشم الغاز القاتل.
وفي عام 1974 قررت الشاعرة الامريكية “آن سيكستون” اللحاق بصديقتها الشاعرة “سليفيا بلات” فقامت بارتداء معطف الفراء الخاص بوالدتها وأغلقت باب المرآب وشغلت محرك السيارة وظلت تستنشق غاز أول أكسيد الكربون القاتل.
وفي عام 1999 قامت الكاتبة المسرحية البريطانية سارة كين بالانتحار شنقاً وهي في الثامنة والعشرين.
كنت أعتقد أن الانتحار قد يكون جزءاً من عالم الكاتبة الغربية، لكن كانت المفاجأة أن الكاتبة المصرية “عنايات الزيات” التي ولدت في مدينة القاهرة 23 آذار عام 1936 قد وضعت حداً لحياتها في 5 كانون الثاني عام 1963 بواسطة تناول السم. وكانت أول كاتبة عربية تقرر أن تضع حداً لحياتها.
في كتاب صدر حديثاً بعنوان “في أثر عنايات الزيات” للكاتبة المصرية ايمان المرسال التي كشفت في سيرة “عنايات” الذاتية عن السر وراء انتحارها، وقد استندت في كتابها على لقاء صديقات الكاتبة “عنايات” ومنهم الفنانة نادية لطفي التي كانت زميلة لها في المدرسة، حيث أشارت إلى موهبة “عنايات” في الرسم والأدب، وقد تزوجت ولم تكمل دراستها لكن سرعان ما وقع الطلاق بعد أن انجبت ابنتها الوحيدة.
لقد كتبت “عنايات الزيات” عدة قصص قصيرة و رواية وحيدة بعنوان “الحب والصمت” وقد صدرت بعد انتحارها عام 1967، مع العلم أن عنايات في البداية قد دفعت بروايتها إلى أحد الناشرين الذي رد عليها بأن الرواية لا تصلح للنشر، لكن بعد انتحارها بسنوات صدرت الرواية وأصبحت من أشهر الروايات، وتحولت إلى مسلسل إذاعي وانتجت كفلم سينمائي.

ذة. شوقية عروق منصور / فلسطين



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *