هم أصحاب النقر على وتر العاطفة، و محترفو المهارات و بائعو الحكمة، و موقدو مشاعل السحر وأنوار الحلم الراقي.
هم من يملكون الغيمات تجري بين الحروف؛ أولئك الذين تنساق لهم الاحلام كأنما هي أنعام تبحث في مسعاها عن مرعاها في نشوة لا تخطؤها العين.
يجمعون بين المتعة والحزن.. بين الألم والاستمتاع.. بين كل نقيض. تنساب في وديانهم دمعات وضحكات.. تجري على ضفاف الكلمة عبارات من واقع أو جنون جميل.. أو حماقات مرغوب فيها تطرب، أوتجعل القبيح أجمل.
لا يصنفون في خانة واحدة.. هاربين من كل التراكيب. لا يتعبون من الغوص في كل البحار سواء منها الطويل أو البسيط أو المتدارك او الوافر أو المديد وغيرها.
يراقصون الحروف في كل ساحات البوح ويمضون بك إلى كل الجزر سابحا بين جميل القول، مندفعا تبحث عن معنى، أو مندهشا من صيغة، أو تائها بين أحضان أسطورة، أو مسكونا بحكمة لها ألف تفسير.
يدعوننا الى أن نمتطي مراكب النهج والأسلوب، والملامح، والأبعاد الابداعية في رحلة إمتاع، أو السفر في ساحات البناء والتشطير والفراغات
لاكتشاف دنياهم الشعرية ولكي نتقاسم معهم روح جنونهم.
يطلقون أعنتهم نحو المدى في دعوة متجددة لنا لنلامس خصر الكواكب وجغرافيتها وأنوارها أو ظلالها، أو احتراقاتها.
أما نحن فنتابع في سيرنا بين أحضان بوحهم أثرا، أو وهما، أو فعلا غير مدرك، تتسامى فيه أبجديات المعاني، تنقلنا إلى ما بعد الحداثة أو أكثر من ذلك.
هم الشعراء، ونحن من يتبعهم لكن دون غواية منا. نحن وهم لا نسير بنفس السرعة.. هم على وتيرة النبض، ونحن على سلم الإدراك، إن انصفنا هذا الإدراك، وصالح فهمنا لبوح يكتب بكل لون.
ذ. المختار السملالي / المغرب
