همسات الدفء (خاطرة) / بقلم: ذ. مختار سعيدي / الجزائر


بهمسات الدفء ولمسات الشوق
يتوجك الخريف على ناصية فصولي أميرة
ويضاهي بك القلب سنين الغنج والدلال
في كتب الهوى على ثغرك في سر سجل القدر تلاقينا
وطابت فاكهة العشق وفي عينيك نضجت
وكشفت في بسمتك محاسن الاشتهاء
يا نفحة الهيام على بساط أسطورتنا
يا زينة المواعيد الحافية على وتار الشغف
كريح مرسلة تعانق أبجدياتي فيك فيض الحنين
هو اليوم يومك فيه ولد سلطان العشق بعدله
ونصب الوصل بك للوصل عشقا بألوان الورود
تعطرت على ضفتيه بالحلم والأمل كل الأمنيات
تراقصني همستك في الدجى على إيقاع النسمات
وتسقيني بهيام النظرة جمال الوحي والايحاء
حتى تنتشي في الخلوة بك مكامن اللذة والهيام
يا بسمة أشرقت من مغرب العمر ساطعة تتحدى
فقلبت موازين الكون وأنصفت بوجودي الحضور
يغازلني الربيع وأنا في غنى عن ملاطفته
وباستحياء المتبتل أعانق فيك سحر الغروب
دانية القطوف أنت غاويتي فيك تدلت محاسنها
وتزينت بالود وعطرتني بعبق الحالمات
لا تضيع لمستي على خرائط اللهفة في نشوتنا
ولا يرتوي الصدر إلا من رعشة حضنك الحاني
لا زلت أذكر ليلة المعارج باستحياء على الصهوة الكاسحة
لما اختزلت دموع الاشتياق في شهقتك مسافات الحبور
وأخذت اليد باليد إلى مراكب الصمت الجميل بكل رفق
وضجيج الشجون الهادرة ونبضات الإرهاصات والشجون
يحتوينا الشرود بعيدا عن كل ضائقة في عمق السمر
وكأننا ورثنا الأرض واشترينا السماء حقل زهور
يسكرنا الوهيج في غبش المساءات الحالمة كعصفورين
على مقاعد الأنس حالمين نعزف على أوتار الشوق إلياذتنا
كان العناق مهدا والنظرة سمفونية والحديث أريج أقحوان
وأحلامنا مروج الشذى تسرح فيها عرائس الوعود
وشعرنا على متنها بعذوبة القصيد والبوح الجميل
في السر تضاهي غبطتنا أبدية الشغف الذي لا ينتهي
حتى ينتهي الفصل بين الخلق والابداع في ملحمة الوجود

ذ. مختار سعيدي / الجزائر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *