مطرٌ يُداعبُ ورقاتً بلونِ الشجر..
مَطريّةٌ بُنيّة الغطاء..
مَلمسا طريّا لحذائي الأسود بنصف طول..
بردٌ مُريحٌ لا يَدعَهُ معطفي الدّاكن الطويل، والشالُ الصوفي المتين، أن يتسلّل إلا لوجهي فيزيده احمرارا..
مصابيح الشارع الطويل وفيّةٌ لزائريها
تحرس، تراقب سيرهم البطيء المبتهج..
توقفني إحداهن تسأل عن وجهة أو عن المقهى القريب..
تسرّني ابتسامة شكرها وهي تودّعني..
موسيقى بلحن السماء وعطر المساء..
أضواء الحانات والمطاعم خافتة لكنّها لافتة
الحب في كل ركن والقهقهات..
عطرهُّن وضحكاتهن ترسم خطّ سيري
حتى تقع عينينا على بعض..
أتبّع التِفاتَتِها بين الحين والآخر..
تَأمُرني ضحكتها الماكرة أن أدخل وراءها إلى الحانة..
أستَجيبُ جلوسا أمام طاولتها..
نظراتنا تزداد، إبتساماتنا تزداد..
ما أحلى موسيقى العيون..
خجلي والعَزُول يمنع الوصول..
وكأن النادل أدرك ارتباكي
أسعفني بكأس وآخر..
سيّدتي تسمحين لي بالرقص،
نعم بكل سرور..
كانت يداي تحضن خصرها..
يداها على كتفي..
استيقظت صباحا وهي بين يدي.