ماذا تركْتُ ورائي إلا أصداءَ صهيلِ الرّحيلِ
وشبحَ فراقٍ… ووطنًا وحلمًا؟
أغتسلُ بمياهِ الرجاءِ
لأطالَ الأماني، لأقارعَ الهمومَ
لأجفِّفَ الدُّموعَ
يتعالى ضجيجُ الرُّوحِ يبعثرُ الصَّمتَ…
أترك خلفي وطنًا
أخرجُ من قوقعة الخذلانِ إلى سجنِ الغربةِ
أحملُ حقيبةَ سفرٍ كمْ هي ذابلةٌ
وقدْ خلتْ مِنها الأماني!
أطلقُ صرخةً يحترقُ بها كياني
صوتُ الصَّافرةِ يرافقني
أبتعدُ عنْ فضاءِ الوطنِ
الأمواجُ تصفعُ وجودي
الأنواءُ تُدمِّرُ واقعي
أستسلمُ لنزقِ الطَّبيعةِ
أسدلُ ستائِرَ الماضي
أنظرُ إلى مرآةِ الحاضرِ
تحملُني الأحلامُ إلى عالمٍ أبعدَ من النجومِ
أصنعُ منْ ألوانِ الغروبِ باقةَ وردٍ
أزنِّرُ خاصرةَ المسافةِ بالعطرِ
أتركُ الهواءَ يلامسُ روحي
أنا الآن أغوصُ في قرارةِ بحرٍ من أحلام
من رموشِ عينيَّ أصنعُ المجاذيفَ
أمخرُ عبابَ بحرِ التَّمني
وفي بوصلةٍ ترشدني باتّجاه قبلةِ الوطنِ
سأستجمعُ روحيَ المتهالكةَ على صخورِ الخيبةِ
سأعودُ
فهل الأنغامِ الحزينةِ المتصاعدةِ من ذاكرةِ الماضي
ستوشِمَ أذنيَّ بعزفِ نايٍ حزينٍ إلى الأبد
أخاف من زفراتِ الأسى المتصادمةِ معَ رذاذِ البحرِ
أن تملأ أنْفاسي بزبدِ الحنينِ
في الغربة انكسارٌ
البسمةُ فيها محنّطةٌ
ذة. سامية خليفة / لبنان

