ابحث عن الأصول / بقلم: ذ. رحيم الربيعي / العراق


اِبْحَثْ عَنِ الأُصُولِ
قَبْلَ أَنْ تَهُمَّ بِمِلْءِ جُيُوبِكَ الْمَثْقُوبَةِ،
فَأَبْنَاؤُهَا لَا يَسْتَقْبِلُونَ أَعْذَارَكَ السَّاخِنَةَ
إِلَّا بِبُرُودٍ
هذا ما تُرَدِّدُهُ أَصْدَاءُ التَّجَارِبِ
كُلَّمَا أَشْفَقَتْ عَلَيْكَ الرِّيحُ
بِبَقَايَا الْفُرَصِ.
فَالْفُرَصُ — يَا صَاحِبِي —
لَا تَأْتِي إِلَّا بِقَدْرِ مَا تَحْتَمِلُهُ يَدُكَ
مِنَ الْوُصُولِ
إِلَى أَقْرَبِ هَدَفٍ مُبَاحٍ.
وَلَا يَلِيقُ بِكَ التَّقْدِيرُ
مَا دُمْتَ قَدِ ارْتَضَيْتَ
أَنْ تَدْفَعَهُ لِغَيْرِكَ،
وَلَا تَلِيقُ بِكَ الْحَيَاةُ
مَا دُمْتَ تُرَاهِنُ عَلَى الْعَيْشِ
فِي هَوَامِشِهَا.
فَالَّذِينَ حَوْلَكَ
لَمْ يَكُونُوا مُجَرَّدَ أَوْعِيَةٍ،
وَلَا كَانَتْ أَدْوَارُهُمْ
عَلَى مَسْرَحِ الْمَوَاقِفِ
تَنْتَظِرُ تَصْفِيقَكَ
مِنْ خَلْفِ السِّتَارِ.
كُلُّ الدَّوَائِرِ الَّتِي تَجْتَازُهَا
تُفَضِّلُ الِانْكِمَاشَ
حَتَّى تَغْدُوَ نُقْطَةً
تُنْهِـي كُلَّ الْفَوَاصِلِ،
وَكُلَّ الْوَاوَاتِ
الَّتِي تَلْعَنُ ذِكْرَكَ،
كَمَا يَفْعَلُ الْخَجَلُ
حِينَ تَرْسُمُهُ الْمِمْحَاةُ
عَلَى وَجْهِ الْوَرَقِ.
فَلَا يُغْرِيكَ وُجُودُ مَنْ مَعَكَ،
فَبَعْضُهُمْ يَخْتَارُ السَّيْرَ
فِي طُرُقَاتٍ مُزَيَّفَةٍ
بسبب تفاهة الْمِشْوَارِ.

ذ. رحيم الربيعي / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *