سقوط الأسماء / بقلم: ذة. مجيدة محمدي / تونس

ماذا لو انسكبت الذاكرة من رؤوسنا مثل ماءٍ في إناءٍ مثقوب؟ ماذا لو صرنا نَصحو فجأةً، غرباء عن أنفسنا، ننظر في المرآة كما لو كانت نافذةً لشخصٍ آخر؟ ليس لنا ماضٍ نستند إليه، ولا جرحٌ قديم نتحسّسه كلّما مرّت ريح. كأم تغمض عينيها عن طفلها قراءة المزيد

أبناء الطين المجفف بالحب / بقلم: ذة. مجيدة محمدي / تونس

الغازي… لا يعرف شيئًا عن النتوءات التي ترقد في خاصرة الجبال، ولا يفهم لِمَ تُغني الصخور العتيقة في البلاد حين تشرق الشمس على شقوقها. وكيف تتحسس يد العجوز التراب كتحسسها رأس الحفيد. أيها الغازي…. نحن حين نعجن خبزنا، لا نكتفي بالدقيق، نمدّ أيادينا إلى الذاكرة، قراءة المزيد

حائكة الدفء، أمي / بقلم: ذة. مجيدة محمدي / تونس

حين وُلدتُ، أخبرتني الملائكة أنها كانت تنتظرني، سمعت صوتَها فأقتعنت بالبقاء. كنتُ أكتب الشعرَ ولا أعرف أنني كنتُ أنسخُ صوتَها. كلُّ استعارةٍ سرقتها من طريقةِ إبتسامتها الخجولة، وهي تطرز الدفء. وكلُّ تشبيهٍ من خطواتها وهي تقفل الباب برفق، كي لا توقظ الليلَ. أمي تؤمنُ أن قراءة المزيد

” المنسحبون” / بقلم: ذة. مجيدة محمدي / تونس

هؤلاء الذين يقفون عند الحافة لا إلى الضوء ولا إلى الظل، لا يزرعون، ولا يحصدون، يرتدون قميص “ربما”، ويعلّقون أعمارهم على شماعة “لاحقاً”. يمشون بخطى مترددة. خشية أن يوقظوا رغباتهم، يشربون الماء قطرة قطرة كمن يخشى أن يُبلّل ذاته. يتنفسون بنفس متقطع، كأن الحياة لا قراءة المزيد

خارج القاموس / بقلم: ذة. مجيدة محمدي / تونس

منذ عامٍ، لم أكتب قصيدةً جديدة، لم أفتح النافذة على الفراغ، لم أضع إصبعي في فم الليل لأقيس حرارته، لم أعد أختبر الكلمات على لساني كما يفعل الطهاة، لم أضع الحروف فوق النار لأرى أيُّها يصير رمادًا وأيُّها ينبت أجنحة. منذ عام، وأنا أراقب اللغة قراءة المزيد

أنا بخير لأن… / بقلم: ذة. مجيدة محمدي / تونس

أنا بخير، لأن الشوارع لم تعد تطاردني بأسئلتها، لأن إشارات المرور لم تعد تومض لي بلغة لا أفهمها، لأن الأرصفة لم تعد تتآمر عليّ حين أمشي بلا ظل. أنا بخير، لأنني لم أعد أخشى ارتطام الوقت بصدري، لأنني أتعلم كيف أصنع قهوة لا تحتاج إلى قراءة المزيد