ويــحكى أنّ جحشاً ذاتَ مرّةْ  
وقــد عبرَ الطَريقَ وفيهِ حفرةْ  
*******
فــلمْ يــأبهْ ولا خافَ انزلاقاً  
فمرَّ وكانَ عنها قَيد شعرةْ  
*******
فــأصبحَ ساقطاً فــي قاعِ بئرٍ  
ولــيسَ لــه ســوى آهٍ وزفْرَةْ  
*******
وأصــبحَ عاجزاً عن أيّ فعلٍ  
كــمسكينٍ غــدا يحتاجُ نُصْرَةْ  
*******
فــظلَّ مُــمَدّداً زَمَــناً طــويلاً  
لــيُــجبرَ كَسْرُهُ يــحتاجُ فــترةْ  
*******
وصــاحبُه بهِ قد ضاقَ ذرعاً  
يــداوي جــرحَهُ ويــشدُّ أزْرَهْ  
*******
تــعافى الجحشُ واشتَدّتْ قُواهُ  
وعــادَ ليحملَ الأحمالَ سُخرةْ  
*******
وحــينَ يمرُّ ذاتَ الدربِ يغدو
كــمــحمومٍ إذا تــأتــيهِ قِـــرَّةْ
*******
يــغــيّرُ دربَـــه عــنها بــعيداً
وقــد رُدِمَتْ وما منها مَضَرَّةْ
*******
تــعجَّبَ مــنهُ صــاحبُهُ كثيراً
وظــنّ أصــابَهُ خللٌ وطَفْرَةْ
*******
أجــنِّيٌ هناكَ ولستُ أدري؟
كــأنَّكَ نــائمٌ نَــخَزتْهُ إبرةْ!
*******
فــجاوبَهُ الــحمارُ أصبتَ حقاً
أظــنُّكَ قــد تــقولُ دَهتْهُ عُرَّةْ
*******
وقــعتُ ببؤرةٍ وخرجتُ منها
وأخــشى أنْ تكونَ هناكَ كَرَّةْ
*******
حــمارٌ مَنْ تَلَقَّى الدَّرْسَ يوماً
ولــم يَكْسِبْ مِن الأخطاءِ عِبْرَةْ
*******
فــقــالَ خــلاكَ ذمٌّ يا حماري
لــقد أكــسبتَنِي عــلماً وخبْرَةْ
*******
لــقــد أعــطيتَنا درســاً مــفيداً
وحــقُّكَ أن تــنالَ عــليهِ أُجْرَةْ
*******
فــكم مــن ظالمٍ لاقى مصيراً
ويــأتــي ظــالمٌ لــيسيرَ إثــرَهْ
*******
إذا ســقطَ الــحمارُ غدا حكيماً
وبعضُ النّاسِ تسقطُ ألفَ مَرَّةْ
ذ. عبد الناصر عليوي العبيدي / سوريا

