الحمير لاتسقط بالحفرة مرتين / بقلم: ذ. عبد الناصر عليوي العبيدي / سوريا


ويــحكى أنّ جحشاً ذاتَ مرّةْ
وقــد عبرَ الطَريقَ وفيهِ حفرةْ
*******
فــلمْ يــأبهْ ولا خافَ انزلاقاً
فمرَّ وكانَ عنها قَيد شعرةْ
*******
فــأصبحَ ساقطاً فــي قاعِ بئرٍ
ولــيسَ لــه ســوى آهٍ وزفْرَةْ
*******
وأصــبحَ عاجزاً عن أيّ فعلٍ
كــمسكينٍ غــدا يحتاجُ نُصْرَةْ
*******
فــظلَّ مُــمَدّداً زَمَــناً طــويلاً
لــيُــجبرَ كَسْرُهُ يــحتاجُ فــترةْ
*******
وصــاحبُه بهِ قد ضاقَ ذرعاً
يــداوي جــرحَهُ ويــشدُّ أزْرَهْ
*******
تــعافى الجحشُ واشتَدّتْ قُواهُ
وعــادَ ليحملَ الأحمالَ سُخرةْ
*******
وحــينَ يمرُّ ذاتَ الدربِ يغدو
كــمــحمومٍ إذا تــأتــيهِ قِـــرَّةْ
*******
يــغــيّرُ دربَـــه عــنها بــعيداً
وقــد رُدِمَتْ وما منها مَضَرَّةْ
*******
تــعجَّبَ مــنهُ صــاحبُهُ كثيراً
وظــنّ أصــابَهُ خللٌ وطَفْرَةْ
*******
أجــنِّيٌ هناكَ ولستُ أدري؟
كــأنَّكَ نــائمٌ نَــخَزتْهُ إبرةْ!
*******
فــجاوبَهُ الــحمارُ أصبتَ حقاً
أظــنُّكَ قــد تــقولُ دَهتْهُ عُرَّةْ
*******
وقــعتُ ببؤرةٍ وخرجتُ منها
وأخــشى أنْ تكونَ هناكَ كَرَّةْ
*******
حــمارٌ مَنْ تَلَقَّى الدَّرْسَ يوماً
ولــم يَكْسِبْ مِن الأخطاءِ عِبْرَةْ
*******
فــقــالَ خــلاكَ ذمٌّ يا حماري
لــقد أكــسبتَنِي عــلماً وخبْرَةْ
*******
لــقــد أعــطيتَنا درســاً مــفيداً
وحــقُّكَ أن تــنالَ عــليهِ أُجْرَةْ
*******
فــكم مــن ظالمٍ لاقى مصيراً
ويــأتــي ظــالمٌ لــيسيرَ إثــرَهْ
*******
إذا ســقطَ الــحمارُ غدا حكيماً
وبعضُ النّاسِ تسقطُ ألفَ مَرَّةْ

ذ. عبد الناصر عليوي العبيدي / سوريا



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *