يطرق الحسون باب نافذتي ليسعدني،
بتحيَّة عاشقٍ هائمٍ بنشوة الطَّيرانِ
يزداد طرقُه ليعرف سرَّ نافذتي…
سمعته يشهق من حزنٍ
ويسألني عن لون اكتئابي…
وعن حداد الغيومْ
وتيمُّم السماء بالرمادِ…
دعني يا رفيقي أتماهى بعزلتي وشرودي،
هل تسأل عما يؤرقني…؟!
-كابوسٌ يزعزع كينونتي
وتفور في مخيِّلتي
مشاهد أمهات ثكالى
تبدِّل الأعراس أحزاناً تتوالى…
ونحيباً إثر نحيبِ…
وكم من عشتروتٍ تنوح على يوسفٍ
وتلوِّحْ بالقميصْ!
أحبابك الولدانُ تشردوا…
تجمدت محاجرهم من جوع ومن فزعٍ
وتناثروا مِزقاً تحت ركامِ…
دماؤهم روت عطش الدنيا
إلى أمانٍ، إلى حبٍّ، إلى سلام…
بربِّك قلِّي أيَّ سلامٍ يصنعه،
طغاة الأرض وخفافيش الظلامِ…؟!
ذة. زينب الحسيني / لبنان
