الريح السوداء / بقلم: ذ. نور الدين العسري / المغرب


الشجرة ، متاهة، 
اشمأزت من جذعها
لما علمت أن قبضة الفأس
من أصلها، 
بعد عناء الفصول نمت، واخضرت. 
لكن ريحا سوداء هبت، 
فتألمت وانحنت.. 
كنت ظلا ،أبكيها
حين كان الفأس يطويها، 

فهل في الدمع ماء يحييها .؟ !

النجمة ، سر، في رغبة الإله
في كفي الصغير بزغت،
حين كنت طفلا يلهو بها.
على غصني المياد ،حطت،
حين كنت طيرا، يشدو لها،
لكن، الريح السوداء هبت، 
فاحترقت, وأختفت،
أين ضاعت ؟

وأي ستار عن مقلتي يخفيها !؟

الوردة ؟! ملكة.
على عرش القلب جلست،
وساد سلطان عطرها.
فلما الريح السوداء في جوانحي،
عصفت،
قاومت، 
تعبت ثم بعد جهد ذبلت،
فصرت أنا، 
بندى الروح ,أنعيها.

هل الشوك من الموت يحميها !؟

هكذا، 
أشتعل،
من جرح السؤال،
إلى سؤال الجرح
هل من كل هذا الجهد جدوى؟
هل للجراح ،في الشعر
جواب، يكويها !؟

صوت غريب،يهمس في أذني
منذ الأزل…
بكل أسماء البداية،
إلا النهاية،
لأن في النهاية أسرارا
لا يفشيها.
ويا يومي، من عناء يومي،
ومن الملل ،
أين مضى أمسي؟!!
ومن أين سيأتي غدي ؟!!
يا نفسي ،من شقاوة نفسي
وما لبست في العيش من حلل

إلهي !!
كيف ألهمت نفسي
فجورها وتقواها !؟
وتركتها تمشي
على أشواك الشك، بلا نعل .؟ !

ركضت
صارخا،في وجه السماء،
حتى جفت حنجرتي
فلا الصدى رد بجواب،
ولا غيما من السماء رواها.
إلا تلك الريح السوداء،
رأيتها خلفي،
كالذئب الرابض
تعوي بلا كلل.

ذ. نور الدين العسري / المغرب 



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *