على أنـــين سـاعتي أعــيد توزيع الظلال والاضواء / بقلم: ذ. المفرجي الحسيني / العراق


ساعة الحائط تئنّ، دقاتها ضعيفة ، دخلت، عقاربها تسبر أغوارها ،الزمن يحسب له الوقت ،مدافئ متآخية مع الثلج، الرمل يبني زورقا ،طالت الأعشاب، صارت أسواطا ،غربان سوداء على الهضاب ،بدون أن تجرفها السيول والصواعق ،أطلال تفيض أطلالا ،تزحف لتأكل الزوارق والسطح
تنبهر الساعة بسحر القمر ،تروم السكن على قمة جبل ،ليلة مضت، عجزت عن جمع الامواج في سلتي ،لم أستطع ربط الشمس بحبال لعبتي ،ساعتي تخبئ أحلامي على الحائط ماؤنا يجري بلا ساعة ،صدر جارتي عناقيده، أخفيت، لا زالت بلا قاطف ،أغنية في فضاء البيت ،تزحف على جديلة من شرايين ثوبها ،القوافل تسير بلا ساعة ،كنت أمعن النظر بها النهر غادر على شفتيّ إلى مقلتيّ ،جارتي عاشقة ،عشقي لجارتي، أغنية بمزمار تنحتها ،يتصيد الدجى، عتيقا في أواني الفضاء ،آخذ بقية وجهي أصوّب إليه سهام الحلم ،تلفت صوبي ،رأيت يدي تمسح صدري، تلقي به على حصى الشاطئ ،الضياء أطاح بالقنديل ،تدحرج يبحث عن مأوى ظلام
فجارتنا هربت، تركت مزمارها ،هكذا كانت تقول ساعتي.. أكتب، يطيب لي أن أحدد الأشياء، أعيد توزيع الظلال والاضواء، على صفحاتها، أبرعّم فيها جديد العطور، تفاصيل جديدة، أسمّرها، بدبابيس الحلم، على أوراق خضراء، قلمي الأخضر أعرته لِعابر على الحدود، نسيته، لا أستطيع الكتابة بمداد، أسود أو أزرق استعضت بأوراق خضراء، سأذوي خضرتها، بتهاويل خيالي بعد حين……أكتب، يطيب لي أن أعيد توزيع ، الظلال والاضواء، في جسد الذكريات، أغنيها بتفاصيل جديدة، سأختصرها القطط تتعارك على السطوح، مواء حاد يجرح سمع الليل، وفي الزجاج في سواده المصقول، تضيع ملامح وجهي، أمام الشمعة المتقدة، تضيع التجاعيد، فأتخيلني شابا غضا لا أهاب، أحلم بابتسامتها، إذ تملي نضارتي حين تفيق بعد أن أكون قضيت الليل ساهرا على حافة سريرها، ستحبني حتما أو ترتمي بين ذراعيّ، نواح ديك يصعد فييالأعالي، يعيدني الى حقيقة أيامي، يذكرني أن ليله جديدة سرقت مني
دون أن أحسّ بها دون أن أعيشها وأنا ما أزال سجينا في الطرف الآخر من المدينة، عواء كلب وحيد يُشنق على درفات غرف النوم، جريحا أكثر من الزورق الخاوي الاّ من الظلال وفي السماء يلوّح بمنديله الجليدي الازرق لفجر جديد….أكتب يطيب لي أن أمدد الاشياء، أغني نهر الاحداث بيننا يبيع الوهم، تغور في بحيرة وحيدة صغيرة منفية في قصي جبال بعيدة وحبيبة على صدرها زورقان، واحد فيه عاشقان، الآخر من ظلال

ذ. المفرجي الحسيني / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *