وتتوالى شتاءات السقوط.. / بقلم: ذة. أمينة غتامي / المغرب


تتوالى شتاءات السقوط
في طبعة رديئة
تفتح أبواب الحكايات
على بعضها..
وعلى ساقية الروح
تتعرى من أوراقها شجيرة التين
فتجوع العصافير وتغرق
في سبات الأغاني..
لا شيء يثبت أننا كنا هنا
ذات خريف
غير بلل في حناجر الكلمات
حين غصت بالماء
وهي تحاول شرح معنى الغيوم المتكاثفة
خلف تلة الفراق..
في رحلة العبث
تشرع القصيدة خلاياها للمطر
كي لا تلد استعارات ميتة
تسيل على إيقاعات الموت..
لكننا
لن نزرع ورودا هذه السنة
وقد قاء البحر كل ملحه
في الاتجاهات الست..
هو عطش الجليد في مواسم المطر
ركام بياض يمحو البياض
ليغوص في اللاشيء..
يرفع سبابة المستحيل
كصحراء عجوز
تحلم بسطح البحر.
مستاءة هي اللحظات
من خشونة النوايا
وتكاثر الندوب فوق أصابع الشعراء..
فلا شيء يغري بالحلم
في شعر الهوامش
غير جرعة قوية من صراخ
تدفئ الحناجر..
وتعيد للسيقان مرونة التدلي
من شرفات قصيدة مضمخة
بالورد والفانيلا..
فهل يشيخ المطر؟
لا شيء يؤكد
عدد الموتى في قوائم المنجمين
حين تعزف الأرض
على مقام الألم
وتبهت ألوان الحب
في لوحة الصرخة..
لاشيء يؤكد
أن فسائل الحب المجمدة في عروق الأحياء
ستتعلم وحدها
تهجئة الماء
دون عناق.. يعيدها لزمن الاخضرار.
أليس الماء ابنا شرعيا للماء
منذ الأزل؟
بقليل من البداهة
ستتعلم الأرض سحر النسيان
كألم باذخ لا يعترف بحدود الغرق..
لكنه يعرف كيف يرمم ندوب الليل
من أثر العجلات المحترقة..
وتحويلها إلى مفاتيح بدايات
تلف الحزن
في ورق الاعتياد..
لتتماوج في عطر فرح
أكثر انفتاحا..

ذة. أمينة غتامي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *