أترى عزمت على الرحيل.. / بقلم: ذ. محسن عبد المعطي عبد ربه / مصر


أتُرَى عَزَمْتَ عَلَى الرَّحِيلْ * وَشَقَقْتَ قَلْبِي بِالْعَوِيلْ؟!!!
أَتُرَاكَ تَهْجُرُ عُشَّنَا * وَتَسِيرُ فِي نَفْسِ السَّبِيلْ؟!!!
وَلَأَنْتَ يَا شِقَّ الْفُؤَا * دِ تُمِدُّنِي بِالسَّلْسَبِيلْ
يَتَبَخْتَرُ الْوَاشُونَ ل * مَا شَاهَدُونِي كَالْقَتِيلْ
مَا لِلْفِرَاقِ وَحُبِّنَا؟!!! * وَاللَّهِ لَا أَرْضَى الْبَدِيلْ
أَتُرَى عَزَمْتَ وَأَنْتَ لِي * فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الْخَلِيلْ؟!!!
أَمَدٌ بَعِيدٌ بَيْنَنَا * وَلَأَنْتَ بِاللُّقْيَا بَخِيلْ
اُتْرُكْ حَقَائِبَكَ الَّتِي * قَدْ أَشْعَلَتْ هَذَا الْفَتِيلْ
اِضْرِبْ لِيَ الْأَمَدَ الَّذِي * أَلْقَاكَ يَا أَحْلَى حَلِيلْ
أَنَا لَسْتُ أَرْضَى يَا حَبِي * بِي أَنْ تَهِجَّ وَلَا دَلِيلْ
لَكَ مِنْ فُؤَادِي نَبْعَ حَبِي * بِي أَبْعَثُ الشُّكْرَ الْجَزِيلْ
عَادَ الْفِرَاقُ يَؤُمُّنَا * أَوَ هَكَذَا فَعَلَ الدَّخِيلْ؟!!!
لَا لَا تَخَافِي مِنْ تَفَرْ * رُقِنَا فَهَذَا الْمُسْتَحِيلْ
فَلَأَنْتَ حُبِّي يَا أَنَا * نَبْضُ الْحَيَاةِ مَعَ الْخَمِيلْ
وَلَأَنْتِ حَرْفِي قُدْتُهُ * فِي الْمَهْرَجَانِ الْمُسْتَمِيلْ
وَلَأَنْتِ حُبِّي ذُقْتُهُ * لَمْ أَشْقَ فِي الزَّمَنِ الْجَمِيلْ
وَتَعَانَقَتْ أَرْوَاحُنَا * وَقُلُوبُنَا تَحْتَ النَّخِيلْ
لَمْ نَنْسَ سَابِقَ عَهْدِنَا * وَالدّْهْرُ يَا عُمْرِي بِخِيلْ
..حُبِّي أَلَمْ نَلْقَ الدُّنَا * وَالْفَرْحُ يَرْقُصُ فِي شُمُولْ
وَتَهِلُّ أَحْزَانُ الدُّنَا * وَأَنَا وَأَنْتِ عَلَى النَّجِيلْ
وَلَدِفْءُ حُبِّكِ يَا حَيَاتِي كُلَّ آلَامِي يُزِيلْ
عَجَبِي عَلَى نَارِ الْمَحَبَّةِ حَقَّقَتْ مَا يَسْتَحِيلْ
أَحْيَتْ فُؤَادِي بَعْدَ أَنْ عَاشَ الْفُؤَادُ بِلَا دَلِيلْ
يَا لَيْتَ قَلْبِي ذَاقَ حُبَّكِ مِنْ زَمَانٍ يَا جَمِيلْ
أَوَّاهُ يَا عُمْرِي الْجَمِيلَ قَرَعْتَ مِنْ نَبْضِي الطُّبُولْ
يَا دِفْءَ حُبِّي عُدْتَ قَلْبِي ذَاكَ مِنْ أَحْلَى الْحُلُولْ
اَلْمَرْكِبُ انْطَلَقَتْ بِقَلْبِي بِعْدَ أَنْ جَاءَ الْخَلِيلْ
وَالدِّفْءُ عَمَّ وَلَمْ يُخَلِّفْ أَيَّ شَيْءٍ لِلْعَذُولْ
أَوَّاهُ يَا دِفْءَ الْحَبِيبِ وَمَا أَرَدْتُ بِهِ الْبَدِيلْ !!!
مَا زَالَ فِي حِضْنِي جَمِيلاً كَالْمِياهِ السَّلْسَبِيلْ
يَا حُبِّيَ الْمِعْطَاءَ يَا بَدْراً أَنَرْتُ بِهِ الطُّلُولْ
إِنْ كُنْتُ أَهْفُو لِلزَّمِيلِ فَأَنْتَ يَا أَحْلَى زَمِيلْ
إِنْ كُنْتُ مَيَّالاً بِطَبْعِي قُلْ لِمَنْ قَلْبِي يَمِيلْ؟!!!
أَنَا مَنْ أَحَبَّكِ مِثْلَ عُصْفُورٍ يَتُوقُ إِلَى الْهَدِيلْ
شَالَ الْحَمَامُ وَحَطَّ فِي أَيَّامِ حُبِّي فِي الْجَلِيلْ
يَا دِفْءَ أَيَّامِي وَأَحْلَامِي إِذَا الْهَيْجَا تَصُولْ
اَللَّهُ أَكْبَرُ وَالْحَقِيقَةُ فِي الْفُؤَادِ بَهِ تَجُولْ
يَا حُبَّ عُمْرِي يَا حَيَاتِي مَا أُسَطِّرُ أَوْ أَقُولْ؟!!!
عَاشَتْ لَنَا تِلْكَ الْحَقِيقَةُ مَا يُعَانِقُهَا أُفُولْ
عَاشَتْ بِآفَاقِ السَّمَاءِ بِعِزَّةِ الْحُبِّ النَّبِيلْ
يَا أَيُّهَا الْحُبُّ الْمُعَتَّقُ بِاشْتِهَاءَاتِ الْقَبُولْ
لَوْلَاكَ لَانْقَلَبَتْ حَيَاتِي قُلْ جَهَنَّمُ مَا تَحُولْ
لَوْلَاكَ مَا عِشْتُ الْحَيَاةَ وَفَضَّلَتْ رُوحِي الْعُدُولْ
قُلْ لِي بِرَبِّكَ مَا تُحِسُّ بِذَلِكَ الْحُبِّ الْفَضِيلْ؟!!!
أَرَأَيْتَ أَحْلَى مِنْ هُيَامٍ قَالَ : عِشْتُ مَعَ الْحَلِيلْ؟!!!
أَرَأَيْتَ أَبْهَى مِنْ زَمَانٍ هَامَ عِشْقاً فِي النَّخِيلْ؟!!!



هذه المعلقة من بحر الكامل المجزوء
سابع الكامل
العروض مجزوء صحيح = والضرب مجزوء مذيل
ووزنه :
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ * مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلَانْ
مثل :
أَتُرَى عَزَمْتَ عَلَى الرَّحِيلْ * وَشَقَقْتَ قَلْبِي بِالْعَوِيلْ؟!!!
أَتُرَاكَ تَهْجُرُ عُشَّنَا * وَتَسِيرُ فِي نَفْسِ السَّبِيلْ؟!!!
وَلَأَنْتَ يَا شِقَّ الْفُؤَا * دِ تُمِدُّنِي بِالسَّلْسَبِيلْ
يَتَبَخْتَرُ الْوَاشُونَ إِن * مَا شَاهَدُونِي كَالْقَتِيلْ
مَا لِلْفِرَاقِ وَحُبِّنَا؟!!! * وَاللَّهِ لَا أَرْضَى الْبَدِيلْ
أَتُرَى عَزَمْتَ وَأَنْتَ لِي * فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الْخَلِيلْ؟!!!
أَمَدٌ بَعِيدٌ بَيْنَنَا * وَلَأَنْتَ بِاللُّقْيَا بَخِيلْ

ذ. محسن عبد المعطي عبد ربه / مصر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *