دَوالِي الشّوق / بقلم: ذة. سعيدة باش طبجي / تونس


اليك يا امي في عيد الأمهات عربون حبي و شوقي و امتناني.. انك لم تموتي فالأمهات ينسحبن و لا يمتن

یَضُوعُ لِنَبضِي مِن جَناٸِنِهِ النِّدُ
إذَا مَا تهادَی الطَّیفُ مِنکِ بخَاطِري
تَداعَت دَوالِي الشّوقِ یَمهُرُها الشَّهدُ
وَ هَبَّت نُسَیمَاتُ الحَنانِ عَلَی اللّظَی
فأُخمِدَ مِن لَهبِ الجَوَی فِي دَمِي وَقدُ
وَ سَافَرتُ فِي رَیَّاکِ أرکَبُ صَبوَتِي
وَ أرتادُ بَحرَ الذّکرَیَاتِ وَ لَا مَدُّ
وَ أُسرِجُ حَرفِي دَفقَ شَوقٍ و بُهرَةً
لِأتلُوَ للاؔفاقِ مَلحَمةً تَشدُو
باؔلاءِ أُمٍّ فِي خِصَالِ بُطولةٍ
یَفُوحُ و یَزهُو مِن شَماٸلها اللَّحدُ
أُصَادِرُ للدَّیجُورِ شَجوِي وَ شَقوِتِي
وأجتَابُ مَرجَ الشِّعرِ یَرتَادُنِي الوَجدُ
لأنقَعَ فِي دَنٍّ مِنَ الطّیبِ کِلمَتِي
و أُلقِي دِلَاٸِي کَي یُعَمِّدنِي وِردُ
بِفَیضٍ مِنَ النَّجوَی أصُوغُهُ غَیمَةً
فَتَهطِلُ سُقیَا فِي حُبَیبَاتِهَا الحَمدُ
فَمِن زَمَنِ الحُبِّ الجَمیلِ أتَیتِنا
و مَازِلتِ لا جَزرٌ سَیُفنِیکِ لا مَدُّ
أنَامُ بِحِضنِ الطِّیبِ فِي ذِکرِکِ الّذِي
یُدَثِّرُني مِن حَرِّ أنسامِهِ بُردُ
أرَبِّتُ خَدَّ الدِّفءِ و العَطفِ و النَّدَی
وَسَاٸِدَ نُورٍ لَا یُخَضِّبهَا الحِقدُ
وَ یَشتَاقُ صَدرِي طِیبَ صَدرِکِ و الشَّذَا
وَ تَشتَاقُکِ الاؔمَاقُ و الثَّغرُ و الخَدُّ.
*******
و کُنتُ بمَهدِ البَردِ أجتَرُّ غُربَتِي
و أقتَاتُ أشوَاکِي و یَقتاتُني السُّهدُ
وَ تَمضُغُني الأشجَانُ ثمّ تمُجُّنِي
و یَغتالُني الإمحَالُ و السُّقمُ و الفَقدُ
شَرِبتُ کٶُوسَ البُعدِ بَعدَکِ مُرّةً
و خُضتُ بِحَارَ الیُتمِ ثَکلَی وَ لا رَدُّ
و تَطحَنُني أضرَاسُ وَجدِي وَ وِحدَتِي
أعاقرُ کأسَ الحُزنِ یُترِعُها البُعدُ
صَرِیعُ النّوی قَلبِي.. فَمَن ذَا یُعِیدُهُ
إلَی الحُبِّ.. والحِرمَانُ في الرُّوحِ یَحتَدُّ؟
غریبُ الهَوَی و الدّارِ قَد تاهَ دَربُه
وَ عَشّشَ فِي أعتَابَهِ الشَّوکُ وَ البَردُ
و عَشرٌ عِجافٌ مُذ فَقدتُکِ عُنوَةً
مَرَرنَ و أفقُ الحَرفِ فِي النّبضِ مُنسَدُّ.
*******
ولَکِنَّني مِن جُرفِ عَجزِي وَ شَقوَتِي
سَأنهضُ کالعَنقَاءِ یَسحَرُها النَّجدُ
و أحمِلُ فِي نَبضِي صَهیلَ مَواجِعي
و أعلُو صُهَی الإبدَاعِ مَا عَاقهَا سُدُّ
و أ غمِسُ حَرفي في مِدادٍ من الشَّذَا
أصُوغُ کَلامًا فِي تَراتِیلِهِ الوَجدُ :
“لکِ الشَّوقُ و الذّکرَی تَضُوعُ قَصاٸدًا
لَکِ الشَّغَفُ المُلتاعُ یَهمِي و لا قَیدُ
عَلیکِ سَلامُ ﷲِ ما رَفّ بَارِقٌ
و مَا دَرَّت الأنوَاءُ و انفَجَرَ الرَّعدُ
و مَا شَهقَت أنوارُ شَمسٍ بِبُهرَةٍ
و مَا مَاهَ في الأزهارِمن عِطرِها شَهدُ
و مَا هَبّتِ الأنسامُ فِي الفَجرِ بالمُنَی
وما صَدحَ القُمرِيُّ فِي فَرعِهِ یَشدُو”

ذة. سعيدة باش طبجي / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *