ألبس غابة أشجار / بقلم: ذ. المصطفى البحري / المغرب


بعد موتي
مباشرة:
سأحول جلدي
إلى ما يشبه الحانة الكبرى
من كل ذرة في جسدي المنهك
ستسيل آلاف الأنهار
سأستمر طويلا
وسأُعَلِّم الأشجار لغتي
سأضع أصابعي على الرصيف
كي تشير إلي وأنا أسافر عميقا
خلف غابة الظلال.
*******
التي كانت تعبر
الزقاق مسرعة
بمعطفها الفرو
كل مساء
لم تمر اليوم
وحده
معطفها الفرو
كان معلقا على باب البيت
بحبل.
*******
الطفل
وحيدا
ينام
في الغرفة
(نصف مصباح في السقف)
الممرضة الجميلة تحب
طفل الغرفة
بعد منتصف الليل
غادرت فراشة
عبر النافذة
الممرضة الجميلة
أمام باب الغرفة
يدها على قلبها.
*******
منذ ولدت
وانا ألبس غابة أشجار
لا أحب شِجَار العصافير
على أغصان رأسي
وأصوات القناصين.

ذ. المصطفى البحري / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *