جائحة / بقلم: ذ. عبد الرحيم المعيتيق / المغرب


ولدنا في هذا الكون…
وكله فوضى وصخب.
كانت صرختنا الأولى له…
امتداد.
منذ تلك اللحظة…
ونحن في حركة دائمة.
بلا قيود…
ولا أصفاد.
الكون كله واسع رحب…
يعج بالمخلوقات.
وجوه هائمة…
في كل مكان…
ومن كل الأماكن قادمة.
إلى أن حان الميعاد.
سكون حل بكوكبنا.
لا ذهاب…
ولا إياب.
كأن الأرض نائمة.
الكل يختبئ في جحره.
فالخوف يتملكنا.
في الشرق…
في الغرب…
وفي كل البلاد.
مدن ارتاحت…
من صخب العباد.
شوارع عريضة خالية.
لا مشي فيها…
ولا ارتياد.
جائحة حلت بالبشرية.
أربكت حياتها.
خلطت أوراق الاقتصاد.
أزمات نفسية.
ونفوس طالها الانتحاب.
وأخرى كابدت…
ثم كابدت الإجهاد.
فارقت الحياة.
غادرت الكون في صمت…
التحقت بسالف الأجداد.
تلك الوجوه…
استبعدت الموت…
اعتقدت الأبدية.
أخطأت الاعتقاد.
في بعض البلدان…
أصبحت أجثاثها رماد.
لا وداع…
لا عيادات مرضية.
خوفا من خطر الرذاذ.
خوفا من تلك الكائنات التاجية.
ووجوه صارعت البقاء.
من أجل البقاء.
بمناعتها الذاتية.
لتكون للعالم…
امتداد.

ذ. عبد الرحيم المعيتيق / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *