إلى متى سنُداري الواقعَ بالأوهامِ؟ / بقلم: ذة. سامية خليفة / لبنان


يا قلبًا لم تتوقفْ خفقاتُه عنْ دندنةِ أغاني الحياةِ، رغمَ أنَّ فراشتَهُ الوحيدةَ حلَّقتْ بجناحيْ حلمٍ وتلاشتْ مرفرفةً نحو المجهولِ. أنا أقرُّ لكَ واعترفُ بأنّي حملْتُكَ جبالًا من همومٍ حتّى تقطعتْ فيكَ حبالُ الوتينِ. فما سرُّ نبضكَ العامر يأخذُني في سفرٍ إلى جِنان؟ كلُّ ما حولي يبابٌ بيباب إلّا أنت يا قلبُ يا مترفًا بالمجد، بنيتُ في أصقاعِكَ مدينتي الفاضلةَ وها هي قصورُها المذهّبة أبتْ إلّا وأن ترتفعَ حدَّ السماءِ. يا قلبُ ما سرُّ تلكَ المعزوفةِ التي أسمعُها تتقافزُ بأنغامها كما الرَّشقاتُ تندلعُ بعد اصطدامِها بالصخورِ من شلالاتٍ ما هي إلا دمائي الفائرة أسمعُها من محارة كفّي هديرًا لبحرٍ من عشق. وفي سكونِ التَّجلي أسألُكِ يا زوايا الصَّمتِ أن تنطقي، هل كلُّ هذا مسكونٌ في روحي لحبِّ وطنٍ دثَّروهُ بالخرابِ وأصابوهُ بالشَّلل؟ قلبٌ زيَّن الأرماسَ بأنباضِ الورودِ فلربَّما أخفى ضوعُها رائحةَ دخانِ الهزائم. الصَّوتُ يختنق أهديْتُه أنفاسي لعلَّها تصرخُ بوجهِ الطُّغاة، يدي تستنفرُ تعلنُ العصيان أصيخُ السّمع إلى باطِنِها الذي يتآخى مع أذنٍ تتعشَّقُ مساماته. هناك يقظةٌ بعد سُباتٍ، ما هذا إلّا الأنينُ الدَّفينُ لحبٍّ غير مشروطٍ يثيرُ الشَّجنَ، لحبِّ وطنٍ يتعكَّزُ على عصًا، وينظرُ أمامَه فلا يرى إلا كرسيًّا يتأهّبُ للارتماءِ عليْهِ. أهكذا أمسيتَ وطني؟ أهكذا هو المستقبلُ؟ حتما إن كانَ الحاضرُ عكازًا فماذا سيكونُ المستقبلُ إلّا شللًا يصيبُ نخاعَ الوطنِ؟ ليتني أتقمَّصُ دورَ المخلِّصِ بثورةٍ تزيلُ عنهُ هذا السوادَ! أأقولُ رحماكَ يا نزفًا طالَ الرّوحَ والجسدَ هنا في القلبِ يسكنُ حبٌّ كبيرٌ لوطنٍ انهارتْ دعائمُه؟ هنا في القلبِ سرادقُ من أحزانٍ غطيْتُها بجنانٍ مزيَّفةٍ لكن إلى متى سَنُداري يا قلبي الواقعَ بالأوهامِ؟

ذة. سامية خليفة / لبنان



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *