مكاشفات صوفية بطعم البهاء (1) / بقلم: ذ. مجد الدين سعودي / المغرب


استهلال
حدثنا المجد، وقال:
لقد سرت بكم في بحر مكاشفات صوفية تقول عنها سيدة أنوال انها اشراقات الروح…
سكتت سيدة أنوال دهرا ثم نطقت فكرا…
صامت عن الكلام المباح فترة لتتفرغ لقراءة المكاشفات الصوفية بروح صافية…
تشدها اشراقات شمس التبريزي وابن الفارض… فتهيم عشقا ربانيا في اشراقات الروح…
ويصدق في سيدة أنوال قول الشاعر بهاء الدين زهير:

(أحبّ البديعَ الحسنِ معنًى وَصورَة ً *** وشعري في ذاكَ البديعِ بديعُ)

1- بوح المكاشفات
هتفت ببياض قلبها: أهلا بشاعر المكاشفات الصوفية الذي يرفض الكتابة الرتيبة…
قلت: لا أكتب الا في حضرة المكاشفات الروحية…
هتفت بصدق الكبار: راقتني المكاشفات الصوفية، رجت دواخلي فأحدثت زلزالا!
قلت: مع المتصوفة نعيش عالما ساميا شعاره: البهاء بطعم البهاء.
ثم بلغة البهاء، تكتب ببهاء:
قرأت قصائد البهاء، ملكت خيالي، ما أخصب شاعريتك، ما أبهى قصائدك…
قلت: شكرا للسماء الي أنارت طريق المكاشفات الروحية.
هي تشبه ملامح أنوال البطولية وتتشبث بروح الانتصار في معركة وادي المخازن.
هي قصيدة هايكو يابانية بطعم صوفي…

2- الأنثى بطعم بديع
تحضر الأنثى بطعم البهاء…
والأنثى تنثر عبيرها بين ثنايا المكاشفات الصوفية..
هي العطاء…
قمة الصفاء…
أيقونة النقاء…
قالت: وكأنني في حضرة بيدبا الحكيم..
أجبتها: وكأني حضرة الشاعر الملحمي هوميروس…
هتفت: في الغياب يكثر العتاب…
أجبت بصدق: وحتى في حضرة الغياب يحضر البهاء…

3- في حضرة أنوال البديعة
هو أسد الريف…
سيف بتار ضد الاستعمار..
قال ذات مقاومة: (ليس في قضية الحرية حل وسط.)
علقت سيدة أنوال: وهو القائل كذلك: (لا أرى في الوجود الا الحرية وكل ما سواها باطل..)
كان عبد الكريم يقاوم بصدر عاري الغازات السامة، وهتف بصوت الأمل والثقة: (فكر بهدوء واضرب بقوة.)
تعجبني في سيدة أنوال القوة والعزيمة… تبحث في كنوز الأدب عما هو رائع وغني…
قلت لها: تشبهين عبد الكريم وهو يقول: (سلاح المجاهدين هو الذي ينتزعونه من العدو، لأنه ذو حدين: يقتلون به العدو ويحرمونه منه.)
سكت دهرا…
غابت دهرا…
وكتبت سحرا…
وقالت بلسان عبد الكريم: (انتصار الاستعمار ولو في أقصى الأرض هزيمة لنا،وانتصار الحرية في أي مكان هو انتصار لنا.)

4- في حضرة وادي المخازن البديعة
كتبت ذات بهاء: في معركة وادي المخازن انهزمت الخيانة…
هي معركة القصر الكبير…
هي معركة الملوك الثلاثة..
هي معركة الانتصار…
هي هزيمة البرتغاليين والصليبيين والحاقدين والخائنين…
وها هو الشاعر (فرناندو بسوا) في قصيدة (دون سيباستيان) يرثي ملك البرتغال الذي انهزم ويحلم بعودته كالمهدي المنتظر ليحرر البرتغاليين من هزيمتهم المرة، يقول الشاعر (فرناندو بسوا):
(الدون سيباستيان، ملك البرتغال
مجنون، نعم مجنون، لأني اشتهيت العظمة
هذه التي لا يمنحها القدر.
لم أستطع احتواء يقيني داخلي
ولهذا، وحيث يقوم الشاطئ الرملي،
فان وجودي هو ما بقي وليس ما هو قائم؟
جنوني، دع الآخرين يتقبلوه مني
وكل ما يحتويه
فمن دون جنون ما هو الانسان
ان لم يكن مجرد حيوان جيد الصحة
وجثة مؤجلة تتوالد باستمرار؟)

5- في حضرة قصائد الهايكو البهية
الهايكو ياباني أبا عن جد…
الهايكو هو ومضة الومضات…
الهايكو هو شذرة الشذرات..
للهايكو نزعة صوفية وفلسفية تومن بالايجاز…
للهايكو روح طبيعية تنثر الورد بأقصر الطرق وتكتب الملاحم في أسطر قليلة مختصرة وموجزة وكثيفة…
يقول الشاعر بهاء الدين زهير:

(لكَ في فَضْلِكَ المَحَلُّ الرّفيعُ *** لا يُجارِيكَ في البَديعِ البَديعُ)

خاتمة بطعم الحضور بعد الغياب
يقول الشاعر البحتري:
(لَوْ لَمْ أمُتّ بها إلَيكَ بَديعَةً، *** ما كُنتَ، في كَرَمِ الفَعَالِ، بَديعَا
وفي كل غياب حضور قوي..
وفي كل حضور ابداع بهي..
وكل بهاء وأنتم بألف فكر وسحر.

ملحوظة: (يتبع حسب الحضور والغياب)

ذ. مجد الدين سعودي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *