أترك اطرافي على السرير / بقلم: ذ. المصطفى البحري / المغرب


يحدث مرة أن أترك أطرافي على السرير.
(العالم لا يحتاج كثيرا لأطرافنا)
في الباص صاحت بي امرأة:
لا تنس أن تؤدي التحية للبحر بعينيك
ابتسمت لها
ولوحت برأسي للسائق البدين
كان يقود الباص بعينيه
فقط.
(سائق الباص المثقف لا يحتاج هو أيضا لأطرافه)
عبر زجاج الباص كان الناس يزحفون على بطونهم
لكنهم كانوا ودودين جدا
يتبادلون السلام
يكتبون رسائل الحب
يتذوقون ظلال الأشياء
فقط بعيونهم
بعيونهم فقط
صاحت سيدة الباص وهي تضع أطرافها في كيس:
هذا العالم
ظهره لزج كسمكة مشاكسة
وتقرأ من (هكذا تكلم زرادشت)
للسائق البدين بصوت جهير.
يصعدالناس إلى الباص
ينزل الناس من الباص
والسيدة تقرأ للسائق
والباص يشق طريقه دون أطراف
عيناي تنطان عبر نوافذ الباص
مثل سنجابين جائعين
والعالم أشد لزوجة هذا المساء.

ذ. المصطفى البحري / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *