لا أعرف متى أشتاقك.. / بقلم: ذ. حبيب القاضي / تونس


لا أعرف متى أشتاقك.. يحدث الأمر معي كنوبة صرع فأتعلق بذكرياتنا، أعيد تركيب لحظاتنا وأتماهى في تعاريجك، أكتشف أنني متشبث بك كحجارة على حائط عتيق، أخاف السقوط فأتمسّك بك.. في داخلي سواد ليل يضاء بابتسامتك، أذكرها، وأذكر لمعان ثغرك وانعكاس البريق في عينيك على نبضي فأفرحُ..
هل تعلمين؟ أنا مثلك تماماً أعيش حالة حزن متكرّر.. تقتات الأيام كطيور راحلة من أساي فأغرق في صمتي، أفتّش عنك في أصايص الفرح المعلّقة على النّوافذ كل صباح. ملعونة هذه المدينة، إنها تراكم حجارة حيطانها على أجنحة الروح فتجعلني منهمكا في كنس الغبار بحثا عن علبة سجائري..
خبأت لك أشياء تحبينها.. وفاكهة
هل تذكرين؟ قلت لي ذات مرة “فاكهتي لم تنضج..” ومرّرتِ أناملك على تضاريس بداوتي، أعترف لك الآن أن حرارة جسدي أدهشتني، وأنّ توازني قد اختلّ فلا أنا خفيف كحلم ولا أنا ثقيل كغربة.. تفرّست أنوثتك وكنت تراقبين ذلك خلسة فاهتزّ جذعانا، تساقط عرق الخلايا ملتهبا و التهمنا فاكهة اشتياق..
خبّأت لك أشياء تحبينها.. ابتسامة الحزن في عينيّ وفاكهة.

ذ. حبيب القاضي / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *