فناء الخليقة / بقلم: ذ. يحيى موطوال / المغرب



أتذكرُ
كيف كنتَ تقبر
سرَّكَ الفضّي
في فناء الخليقة،
كيف كنتَ
تمسحُ
كلَّ مساء
عن آنية البوح
أتربةَ الغرابة
وأنينَ الهوس.
أتذكرُ
قدومَكَ
ماضيًا
موؤودًا
في انكسارات السراب،
مضارعًا
بدون تنوين،
حرفًا
يداعبُ الحزن
وبومةً تنعبُ
على كتفيك.
ها أنتَ الآن
أمامي
جرّةٌ عتيقة
يكسرُ صورتَها الآه،
مرآةٌ لا تهتمُّ
بضوضاء الجسد،
قصيدةٌ
خارجَ سلطة الشعر
فقدَت مللَها الحرّ،
برهةُ رهبة
تمضي
على عجل
إلى اللامنتهى..
ها أنت
تغرسُ
في صمتك
أخيلةَ انزياح،
تقاومُ
عبثَ السؤال
وجرمَ التناص.
تكتبُ للجنون
شكلًا آخر
من الغواية
وفي وجعك
رجسُ البهاء.
ما أجملكَ وانت
تضمدُ
نزيف الحلم بدواخلك!،
تنقلُ طيفَ اللهفة
إلى اللاممكن،
متمًّا
ما قد بدأت.
ها أنت
صرتَ
نصًّا “سرياليًّا”
ينمو
بين سطرين
ثورةَ معنىً جائع
وغضبَ استعارةٍ مشردة.

ذ. يحيى موطوال / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *