على أنامِل.. همْسِ الذِّكرى..
غَفَوتُ..
بَين ذراعَيْ أحلامٍ.. مُعلّقة..
بحبال عِشقٍ.. مُعتَّقة..
فإذا بفاتنة تُهَدهِدُني..
أهدابُها نخيلٌ..
والبحرُ على كتفيها..
وشاحُ ديباجٍ..
إلى حُضنها يَلُفني…
نَبضاتِ حبٍّ.. مُخَلّقة…
سألتُها: من أنتِ؟
قالت: “مَزَغانْ”
قلت: أإنسية.. أنتِ؟
أم حورية من الجان؟
قالت: أما سمعتِ بسندريلا المغرب
بُعثت من دُجْنتها عنقاءَ مُغربِ؟
أسطورة في مهد المجدِ مَولدُها
“جديدة” تلت مزاميرَ الخلد معالمُها
“مَهْدومة” طُرَّت من رماد الزهور..
عذراءَ يَنْفُث ثغرُها رحيقَ البُكور..
احترتُ… فأردفَتْ:
بَدَوِيّة بإكسير الصِّبا اغتسلَت..
وشموس حضاراتٍ قلاداتٌ تُزينُها..
خُصلاتها بنجوم المساء قد جُدِلت
مناراتٍ للمدى مُدَّت ضفائرُها…
آيات حسن من عيونها انتَثَرت..
تُغازل العشاق بِبوْح الغروب قصائدُها
حِذاؤها مرآة فجر على الندى تلألأتْ
وَكساؤها ربيعٌ فاحت به نسائمُها
سنابلَ خُضرا بخصرها.. تَمدّدت..
وَبِجيدها السماءُ طاب مَسجدُها
تدعو كُلَّ صاغٍ مجاذيفُه قد صَغَت..
بيضاءَ مبسوطةٌ بغَيْر سُوء يَدُها..
تلك آية أخرى بِالأَلسُن قد جَرَت
إذْ أَعْجَزَ الطائيَّ جودا مادِرُها
سُحُبُ الخَير بِشِفاهِها ابْتهلَت..
رسائلَ حُبٍّ أجنحةُ الباز تحملُها
بنواصي العاديات بشائرُها عُقِدت..
وطبولُ الشُّموخ دَقَّتْها حوافرُها
مآذنُ العلمِ على جَبينها كَبَّرَت..
سَلي أديمَ الدُّجى عن رَقائِقِها..
قلتُ… وَقد صحوتُ:
أين رُحتِ؟
أللرماد عُدتِ؟
“مَزَغان”.. مدينتي…
بجفنك خَبَّأتُ..
حكاياتي وأدعيتي..
بِثراك أسريتُ
مهجتي وأوردتي
وإليك عَرَجتُ
بِبَسْمَلَتي وقافِيَتي
قصيدتي الأولى
وقِبلتي الفُصحى
فيروزتي…
أين أنتِ.. والأين أنت؟!
ألا ثُبتِ؟!