في النهاية الشعر مزحة… / بقلم: ذ. المصطفى المحبوب / المغرب


الشعر ليس حرفة للاغتناء..
سوق المشاعر والجمال لا يعترف بالربح والأوراق النقدية..
من أراد الاغتناء والربح عليه البحث عن أسواق أخرى..
عن سلع أخرى، ومن أراد الجمال والمتعة عليه بالشعر..!!
الشعر سوق للمحبين والعشاق، للباحثين عن جمال ما
للمنقبين عن مجازات مشردة، للساهرين صحبة الفن واللغة
لرجل ما زال يبحث عن قلبه،
وقلوب قصائد لم يجدها بعد..
الشعر سوق جميلة فواكها لا تبور
لا تفسد إلا إذا عرضت للبيع أو وضعت في ساحة المزادات،
أو وضعت في جيب رجل يتسكع بين المقاهي والحانات
من أجل الفوز بسيجارة أو بيرة..
الشعر لا يحب الشحاذين، الشعر له كرامة تشبه وجه رمل ناعم يتأثر لمجرد سقوط كأس خمرة صغير..
الشعر قد يضمن لك المحبة والجمال، المتعة والحماقة
السحر والخيال، الصداقة والابتسامة،
قد يضمن لك فصولا بتوابل جميلة، وصباحات تلتحف غروبا دافئا، لكنه لا يضمن لك الخبز، لا يضمن لك أداء فاتورة الماء والكهرباء، وقد لا يضعك في المكان المناسب الذي كنت تحلم به في صغرك…
هناك فرق بين شعر السوق وشعر البيت،
هذا يذكرني بكلام أمي حينما كانت تحاول إقناعي
بالفرق بين خبز البيت وخبز السوق..
الأول متعب بطعم ناشف والثاني حلو وعليه إقبال كببر..
في النهاية الشعر مزحة نكتبها ونكذبها
مزحة لا تحتاج لانزياحات كثيرة
مزحة لا ينبغي تصديق لمعانها
مزحة لا تعترف بوجود شاعر بأجر أو أجرة لشاعر..

ذ. المصطفى المحبوب / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *