عمامة السلطان / بقلم: ذة. خنساء ماجدي / المغرب


أحيانا قد يأتي الأمل
بحجم عمامة سلطان عثماني
أحمله فوق رأسي بثقله الباذخ،
قبل أن أخرج لمواجهة يوم جديد
بٱبتسامة على قيد الحياة
وقلب مدجج بذخيرة من القهقهات
أراوغ بعض الهموم والتوجسات
أفتش في دولابي عما يشغلني
عنها وعني
بالبحث عن قميص أو معطف
يناسب تقلبات الطقس
وكأني أبحث عن حلم قابع
في زاوية ثلاثية الأبعاد
هذا اليوم، هذا القلب وهذا الدولاب
كم من حكايات تحملها الأثواب؟
فبين طياتها نكهات الذكريات
عشب أخضر.. كرز.. شوكولا داكنة…
وألحان عالقة بأطراف الفساتين.
كم عدد التوجسات والانكسارات
التي تشكلت على شهقات الثواني؟
لا أحد يلقي لها بالا
فالهروب حكمة كما هي عمامة السلطان..
أغلق أزرار قميصي وأبواب القلب والدولاب.
ثم أرش عطر الشغف
وأغض النظر عن مرآة خائنة
تعكس أحزاني.. تمر سحبا غابرة
حتى تجهش على غابة النخيل
خوفا من تصحر واحات الأعين
فأتكحل بالأماني…
وأمضي أدندن دون وعي شجوا يأسرني
من أوبرا “لا تراڤياطا”
وأردد “مونولوج” يسكن خلايا الوعي الرمادي:
لا أنثى تعيش الآن في القميص الزهري
أنت وحدك
تعتني بك، ترتب دواخلك
تنتشلك من عمق شرود النفس
على مشارف زمن عات
وتربت على كتف الأشجان.

ذة. خنساء ماجدي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *