ها جناح الليل مهيض / بقلم: ذ. أحمد المنصوري / المغرب


ها جَناحُ الليْل مَهيضْ
تكسرُهُ أضواءُ المدينةِ المتعبةْ
وأنا..
بينَ رُموشِهِ المُنسدلةْ
يسكُنني الرّفضُ
ويغويني شبقُ الانتصارْ
فيا أيّتها الغيمةُ الكئيبةْ
لماذا اتكأتُ على مائكِ فغرقتُ
عانقتُ لُجَجكِ فانهزمتُ
لَثمتُ عُيونكِ فانكسرتُ!؟
رُويداً رُويداً يَشربُني الغَمامُ
ويُشرِّدُني اليباب
فأرى أديمَ الأرضِ قلباً يتشقَّقُ
ِمِنْهُ علامةُ النَّصرِ تَتَفَيْنَقُ
احتجاجاً
على لُصوصِ السِّياسَةِ النَّتِنةْ
أُولَئِكَ المُتسلِّلونْ
بَيْنَ شرايينِ الفقراءْ
كالعَلَقِ
لدِمائهمْ يمتصونْ
ها قلبُ المدينةِ
بيْنَ أناملي..
موجٌ يَتَكَسَّرُ مَحْموماً
يُراوِدُهُ التهميشْ
ويَسْتَنْزِفُ نَبْضَهُ النّزيفْ
وأنا هُنا
أيّتُها الأرضُ حَبيبتي
أسْتَكْنِهُ الحروفَ
وأغويها
لتكونَ بلسماً
أُداوي بها جِراحَ المدينةِ
التّي لازالتْ مُتعبةْ
تَجُرُّ خَيباتِ التَّناقُضاتْ
تُثْملُ بِنشْوةِ الخُرافاتْ
تُقْبِرُ أحلامَ الفقراءْ
تُغني سمفونيةَ السُّفهاءْ
مُستهزئةً مِنْ خُطبِ الأئمَّةِ
ساخرةً منْ لَغْوِ الفُقهاءْ
بَيْدَ أنَّها..
رغماً عنها
تُنيخُ رَهْبةً لِوحْيِ الكلماتْ
فَهيَ لا تهابُ إلّا منْ لِسانِ الشعراءْ
وأنا…
أنا الذي دوماً
يَسكُنني الرّفضُ
ويغويني شبقُ الانتصارْ.

ذ. أحمد المنصوري / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *